جدل ساخن بسبب اعتماد الانتقاء الآلي في الولوج الى الماستر بدل المباريات

جدل ساخن بسبب اعتماد الانتقاء الآلي في الولوج الى الماستر بدل المباريات وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي
فجر قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بوضع حد للولوج إلى سلك الماستر بالجامعات المغربية عن طريق إجراء امتحانات كتابية أو شفوية، والاعتماد بدلا عن ذلك على الانتقاء بناء على دراسات ملفات المرشحين بناء على المعايير المحددة في الملف الوصفي نقاشا ساخنا في صفوف عدد من الأساتذة والباحثين والطلبة، حيث أشار البعض أن النقط المحصل عليها في سنوات الإجازة ليست معيارا للذكاء والتفوق، علما أن هناك طلاب كان مستواهم متوسط في سنوات الإجازة لأسباب وظروف خاصة، قبل أن تتحول دراستهم العليا الى نقطة تحول جذري في مسارهم الأكاديمي، كما أن هناك جامعات تتساهل في تصحيح الامتحانات، مما يجعل طلابها يحصلون على نقط مرتفعة في حين تبدي جامعات أخرى تشددا في منح النقاط ، فضلا عن معطى عتبة التنقيط التي تختلف من جامعة لأخرى، فبينما تمنح كليات الحقوق والآداب نقاطا لا تتعدى 16 تصل بكليات أخرى الى 18 و 19، ولذلك - يضيف أصحاب هذا الرأي - لابد من الاحتكام للامتحان الكتابي والمقابلة مباشرة مع اللجنة لاختبار كفاءة المتبارين ودراسة شخصيتهم، إذ من الممكن العثور على طلاب معدلاتهم مقبولة في الإجازة ومع ذلك يعدون الأفضل مقارنة مع نظرائهم الحاصلين على معدلات مرتفعة.

وحذر بعض الأساتذة من كون الاعتماد على الانتقاء بناء على نقاط الإجازة سيفرز اختلالات عديدة، علما أن معايير التقييم والتنقيط وظروف الاشتغال تختلف بين الجامعات ومؤسساتها، وبالتالي تفرز تفاوتات كبيرة في النتائج التي ستعتمد في ولوج الماستر، ناهيك عن مشكل الطاقة الاستيعابية لمسالك الماستر التي لا تتلاءم مع آلية الانتقاء التي يفترض أن تفضي مخرجاتها لعدد كبير من مستحقي الولوج، في ظل ضعف نسبة التأطير (عدد الأساتذة مقابل عدد الطلبة ) دون إغفال ضعف بنيات الاستقبال، ومحدودية الوسائل الرقمية للتكوين.

كما دعا عدد من المهتمين بقطاع التعليم العالي الى الإبقاء على الاختبارات الكتابية والشفوية لامتحان مستوى الطالب الراغب في ولوج سلك الماستر، علما أن الانتقاء بناء على نقاط الإجازة سيحرم عدد من الطلبة الأكفاء من الولوج الى سلك الماستر، دون إغفال معطى الغش في الامتحانات والتي أكدتها عدد من القضايا التي طفت الى السطح في السنوات الأخيرة، وأبرزها قضية " الجنس مقابل النقاط "، مؤكدين بأن اعتماد الكتابي والشفوي في الولوج الى سلك الماستر يعد الضمانة الوحيدة لصيانة القيمة العلمية لشهادة الماستر على اعتبار أنها شهادة تمكن حاملها من الولوج الى سلك الدكتوراه وأيضا التدرج المباشر في سلك الوظيفة العمومية.