صيف هذه السنة وضع على طاولة وسائل التواصل الاجتماعي سؤالا بصيغة مقارنة: هل الاصطياف بالمغرب في شماله او بأكادير؛ أرخص او أغلى مقارنة مع اسبانيا او فرنسا (باريس)؟ وبصيغة أخرى أيهما تتوفر فيه شروط السياحة ومتطلباتها المادية والأمنية والجمالية؛ بلادنا أم هذه الجغرافية الإيبيرية؟
في سياق تقديم أجوبة أو ترافع لصالح هنا او هناك وبسط التجارب والمعطيات برز هناك أشخاص يجلسون على ناصية هذه المواقع ويضعون بجانبهم ركاما من حجارة السباب وعصي التشنج وادعاء الوطنية أو...النفخ المطلق في الأسبنة. إلى درجة أن كاتبا مثل الطاهر بنجلون الذي بسط رأيه في الموضوع اتهم بالخيانة..
إن أي مقارنة في الموضوع يجب أن تأخذ بعين الاعتبار منسوب النصب والاحتيال والجشع الذي يواجهه السياح هنا أو هناك ...وجمالية أو بشاعة الأماكن التي تترك أثرا في النفس.. والمعجم الذي يتم التعامل به سواء في فضاءات الاصطياف او ليالي الاقامات.. والتحرش الذي تتعرض له النساء ...ومدى توفر المراحيض العمومية .وهل هناك تواجد لمنتحلي صفة حراس السيارات ...
قد تكون شقق الكراء أغلى هناك بمالقا او برشلونة أو لشبونة أو باريس.وقد تكون وجبة أكل أرخص هنا في المضيق او مارتيل او تغازوت أو السعيدية...
قد تكون الفنادق المصنفة وحتى غير المصنفة في المتناول في الضفة الشمالية للمتوسط..
لكن الى جانب الفاتورة المادية هناك ما يستقطب السياح سياح الداخل او الخارج. والأرقام أصدق جواب على ذلك:
زار المغرب سنة 2024 أكثر من 17 مليون سائح. وفي نفس السنة زار اسبانيا 94 مليون سائح. وفرنسا استقبلت 100 مليون سائح.