وجاء قرار منير في بيان موجه إلى مريدي الزاوية، مؤكدًا أنه اتخذ قراره بعد "توكل على الله واستخارته ومناجاته"، مشددًا على أن "المشيخة تكليف لا تشريف"، ودعا المريدين إلى الالتفاف حول أخيه معاذ وإظهار "الأدب وحسن الظن به"، مع تأكيد أهمية الالتزام بمبادئ الطريقة من صفاء القصد وصحة التوجه وخدمة العباد والبلاد.
يُشار إلى أن هذا التنازل جاء بعد فترة من التوتر والجدل داخل الزاوية عقب وفاة الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، حيث شهدت الزاوية خلافات حول خلافة المشيخة بين أفراد العائلة وبعض المريدين، ما دفع إلى تدخلات وضغوط للحفاظ على استقرار الزاوية ووحدتها.
منير أكد أيضًا في بيانه التزامه الدائم بـ"خدمة العرش العلوي" و"ثوابت المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس"، مضيفًا أنه سيظل خادمًا لـ"هذا السر" في خدمة الزاوية.
هذا الانتقال للقيادة يعكس حرص العائلة وأتباع الطريقة على تجاوز الانقسامات والعودة إلى جذر الروحانية والوحدة، في ظل أهمية الزاوية الكبرى روحانيًا واجتماعيًا في المغرب وخارجه.
يذكر أن معاذ القادري بودشيش، هو الإبن الأصغر في العائلة وله حضور روحي قوي بين المريدين، معروف باهتمامه بالجانب التعليمي والتربوي داخل الزاوية، ويسعى للحفاظ على وحدة الطريقة ونشر تعاليمها.
تعد الزاوية القادرية البودشيشية من أقدم وأشهر الطرق الصوفية في المغرب، تأسست على يد الشيخ محمد بودشيش في القرن 15، وتتميز بتعاليمها الروحية التي تركز على التصوف، المحبة، والتقرب إلى الله عبر الذكر.