ينطلق الفنان عثمان ابن الحبيب من قناعة راسخة بأن الهوية ليست قالبا جاهزا، بل مادة حية قابلة لإعادة التشكيل، وهذا ما يتجلى بوضوح في أعماله التي تمزج بين الرموز الثقافية المغربية، وخاصة الأمازيغية، وتعبيرات الفن المعاصر، عبر توظيفه للخط، للون، وللشكل بطريقة تفتح المجال للتأويل وتُحفز التفاعل.
إلى جانب مساره كفنان تشكيلي، راكم عثمان ابن الحبيب تجارب متعددة في مجالات التصميم الغرافيكي، والتصوير، والديكور الفني، ما منح أعماله غنى بصريا ومرونة إبداعية قلّ نظيرها. كما شارك في عدد من المعارض الوطنية والفعاليات الفنية، تاركا بصمته في فضاءات ثقافية تمتد من الرباط إلى مراكش، ومن المحمدية إلى فضاءات العرض المفتوح في الشارع.
ورغم اشتغاله في فضاءات احترافية، إلا أن عثمان ظل قريبا من الجمهور، مؤمنا بأن الفن لا يجب أن يبقى حبيس النخبة، بل ينبغي أن يعيش بين الناس، لذلك انخرط في ورشات تكوينية واشتغل مع مؤسسات تربوية وجمعيات فنية، ساعيا إلى جعل الفن أداة لتربية الذوق والوعي البصري، لا مجرد زينة معلقة على الجدران.
ما يميز عثمان ابن الحبيب اليوم هو قدرته على خلق توازن دقيق بين العمق الرمزي والانفتاح الجمالي، بين الوفاء للخصوصية الثقافية والانصهار في لغة الفن الكونية.، هو فنان يشتغل بذكاء الحس وبفطنة العين، ويواصل البحث عن أجوبة تشكيلية لأسئلة الواقع والانتماء والجمال.