أريري: 10 اختبارات لإبعاد مدن المغرب عن "عذاب جهنم" !

أريري: 10 اختبارات لإبعاد مدن المغرب عن "عذاب جهنم" ! عبد الرحيم أريري
مرت 13 سنة تقريبا على تشغيل أول خط للترامواي بالدارالبيضاء، وهي مدة كافية للجواب عن سؤال: ماهي القيمة المضافة في مجال التنقل وانسيابية السير والجولان بالعاصمة الاقتصادية، خاصة بعد الوصول إلى إنجاز أربعة خطوط للترامواي، مع خطين من "الباصواي" باستثمار ناهز 20 مليار درهم.
 
مرور 13 سنة يستوجب طرح الأسئلة العشرة الحارقة التالية:
 
أولا: هل لدى سلطات الدار البيضاء دراسة تظهر إحصاءات موثوقة حول الذين يملكون سيارة قبل إنجاز الترامواي وتخلوا عن السيارة بعد تشغيل خطوط الترام والباصواي؟
 
ثانيا: هل لدى سلطات الدار البيضاء دراسة عملية حول تأثير التهام الترام والباصواي للطرق في أهم الشوارع (عبد المومن، محمد الخامس، الشهداء، باحماد، محمد زفزاف، الحسن الثاني، عمر الخيام... القدس، يعقوب المنصور، رحال المسكيني، إلخ.)، وما هي تداعيات ذلك على حركية السير بالمدينة؟ ولماذا لم تقم باقتباس نموذج دول أوربية تكون فيها سكة الترامواي منبسطة ومستوية مع الشارع حتى يتم استيعاب صبيب أكبر؟
 
ثالثا: هل أنجزت السلطات إحصاءا للاختناق الكارثي بشوارع باشكو وغاندي وعمر الخيام وستاندال والحسن الثاني والزرقطوني والمقاومة وإبراهيم الروداني ويعقوب المنصور وطريق المطار وعلي يعتة وطريق أزمور، ومدى تأثير ذلك على البيئة، وعلى أعصاب الناس، وعلى الاقتصاد الوطني، بسبب مرور الترامواي وعدم تجانس ذلك مع الإشارات الضوئية؟
 
رابعا: هل تملك السلطات دراسة مقارنة لتجارب الترامواي بالعالم فيما يخص اضطرار السلطة الأمنية بالدار البيضاء إلى تسخير فيالق أمنية في ملتقيات الطرامواي مع الشوارع الرئيسية لتنظيم السير، أم أن التجربة السيئة تنطبق فقط على العاصمة الاقتصادية؟ وإن كان الأمر كذلك لماذا في تلك المدن الأجنبية يؤدي الترمواي إلى تخفيف العبء على شرطة المرور، بينما في الدار البيضاء ازداد رجال الأمن إرهاقا بسبب الترامواي؟
 
خامسا: هل تتوفر سلطات الدار البيضاء على معطيات محينة بشأن تنقلات المواطنين بسبب تسونامي الترخيصات بالاستثناء Dérogation لتواكب خريطة التعمير بالدار البيضاء منذ 2008 إلى اليوم، إن لم نقل في أفق 2050.
 
سادسا: هل تتوفر الأجهزة العمومية على قسم للتنقل هدفه الرئيسي هو رصد تنقلات الناس كل يوم وإحصائها في كل الشوارع الرئيسية لمواكبة ذلك وإدماجه في الخطط المستقبلية؟
 
سابعا: لماذا لم تقم السلطات بإنجاز دراسة حول النقل المتعدد الوسائط (transport Multimodal) بالدار البيضاء؟
 
ثامنا: هل خطوط الترامواي والباصواي صنعت كخطوط للتنمية أم هي فقط للنقل؟ وهل هناك دراسة لمعرفة هل تم رفع مؤشر التنمية في الأحياء الشعبية التي دخلها الترامواي، أم على العكس لم يحدث أي تحسن؟
 
تاسعا: هل ترامواي البيضاء في خدمة المدينة أم في خدمة ألستوم؟ وهل تم تمكين المغرب من الاستفادة من النقل التكنولوجي Transfert de Technologie (على غرار ما قامت به سابقا كوريا الجنوبية وماليزيا والبرازيل والهند وتركيا مع الشركات التي تستثمر داخل أوطانها، مما سمح بإقلاع صناعي بهاته الدول)، أم أن الدار البيضاء ستبقى مرهونة بيد الفرنسيين وألستوم لعقود في الصيانة والتسيير والإنشاء؟
 
عاشرا: هل تم التساؤل، عن جدوى الباركينغات التي أنجزتها "شركة البيضاء للنقل" وكلفت موارد مالية مهمة دون أن يحدث تجاوب مع مستعملي الطريق ومستعملي القطارات بالمحطات السككية؟ وهل هناك دراسة حول سبب عزوف الناس عن استعمالها؟
 
إن الجواب على هاته الأسئلة الحارقة سيساهم، ليس في تجويد مرفق النقل والتنقل بالدار البيضاء فقط، بل قد يساعد صناع القرار (مركزيا ومحليا)، على الوقوف على جدوى الاستثمارات العمومية الباهضة المنجزة في الترامواي والباصواي، لمعرفة نقط القوة التي تتطلب ترسيخها ودعمها، ومعرفة نقط الضعف لتصويبها أو تجاوزها في المخططات المستقبلية. هذا دون إغفال إيجابية الدراسة لتستفيد المدن الكبرى الأخرى من أخطاء وتجارب الدارالبيضاء، لتفاديها في التخطيط العمراني وفتح الأقطاب الحضرية، وفي توطين الأنشطة التجارية والصناعية والترفيهية، حتى لا يبقى التنقل في مدن المغرب وكأنه "قطعة عذاب من جهنم".
ولصناع القرار واسع النظر!