محمد عطيف: كلام كثير وإنجاز قليل.. هل نعيش زمن اللجان بلا فِعل؟

محمد عطيف: كلام كثير وإنجاز قليل.. هل نعيش زمن اللجان بلا فِعل؟ محمد عطيف
من المواضيع التي كتبت عنها كثيرا، والتي أجدني في كل مرة مضطرا إلى الرجوع إليها، موضوع كثرة المجالس والمؤسسات واللجان ببلادنا، وكثرة الندوات  والاجتماعات، وكثرة التوصيات والبرامج والمقترحات. وبعبارة واحدة كلام كثير وإنجاز  قليل، وعلى حد تعبير مفكرنا الكبير عبد الله العروي : "الدولة الديمقراطية تتحدث عن السياسة قليلا وتمارسها كثيرا، أما عندنا فالحاصل هو العكس".

و إذا ما ألقينا نظرة على القضايا المطروحة على هذه المجالس و اللجان، فإننا سنجد أنها نفس القضايا المطروحة ببلادنا منذ آستقلالها وإلى اليوم، ومنها التعليم والصحة والإدارة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والوضع الاقتصادي والثقافي...، وغير ذلك من القضايا التي تشكل عصب الحياة الديمقراطية في أي بلد.

للإشارة فإن بلادنا تتوفر على رصيد غني في مجال الاقتراحات و البرامج الكفيلة بمعالجة كل هذه القضايا التي ما زلنا نناقشها إلى اليوم، تنتظر فقط التطبيق السليم، والإرادة السياسية لتفعيلها .

فهل نحن قادرون على الاعتراف بأننا أضعنا وقتا طويلا في الكلام، وأن الوضع الراهن لم يعد يسمح بمزيد من الكلام، ومزيد من اللجان، ومزيد من التوصيات، بل إنه وقت الشروع الجدي في الإصلاح الشامل إن نحن أردنا فعلا أن نسلك الطريق الذي سيؤدي بنا إلى تحقيق  طموحات شعبنا في الديمقراطية والعيش الكريم ، ومن خلال ذلك تحقيق التنمية والاستقرار.