3 ـ باقي مناجم بلاد أحمر:
أ ـ مناجم سيدي رحمون: توجد بجماعة جدور، وقد استغلت لأول مرة للحصول على معدن النحاس من طرف مناجم (أستوريان الملكية)، التي استنفدت الرواسب المتوفرة بين سنتي 27 و 1928ميلادية، ثم اشتراها السيدان، (COTTE وLAPIERRE) اللذان تعهدا باستخراج كربونات الرصاص، ولتحقيق نتائج إيجابية بنوا غرفة غسيل للمعدن المستخرج، إلا أن النتائج لم تكن في المستوى المطلوب، فتم إغلاق المنجم سنة 1930ميلادية.
وخلال فترة الإغلاق، ظل السيد "فرير" متتبعا ومراقبا لمعدات وممتلكات المنجم. وفي سنة 1939ميلادية، قام بإعادة فتح المنجم، ممثلاً للشركة المساعدة لاستغلال التعدين، التي طورت عملية استخراج المعدن بالتعويم، وبنت بعض المباني وشبكة من الطرق المفيدة لنقل المعدن الخام، وكان ينتظر وصول معدات تكسير وغسيل المعدن سنة 1939م، ولسوء الحظ، بقيت عالقة بأرصفة ميناء مدينة (dunkerque)، بسبب احتلال ألمانيا لفرنسا، ومع ذلك، لم يتم إغلاق المنجم بشكل دائم إذ بقي يستغل شريطا من الباريت الوردي.
ب ـ مناجم اثنين سيدي حمادي: توجد هي الأخرى بجماعة جدور، واستخراج البارتين بها كان يتم بشكل مكشوف، وبمردودية جيدة، ومع تراجع تجارة معدن البارتين لم يتم فتح أوراش جديدة، فتقلصت أعداد العاملين بهذه المناجم.
ج ـ مناجم جبل الزرگ: توجد بجماعة جنان بيه، وتضم الرصاص الفضي وخام الحديد بجبل الزرگ (JBEL ZORG)، الذي تمت الأشغال به بطريقة جدية من سنة 29 إلى سنة 1932ميلادية، بواسطة السيد "دوبري" (DUPRE) «تعدين بحيرة زيما»، ليتم التخلي عنه: إما لنضوب المياه، أو نتيجة لسقوط مسارات الرصاص.
وفي سنة 1940م، تشير إحدى المراسلات إلى استئناف البحوث بجبل الزرگ على يد (GROSPAS)، من قبل (SOSIETE MOROCCAN HYDRO ELECTRIC) ثم توقفت، دون الحصول على نتائج مهمة.
ح ـ مناجم أولاد حميدة: توجد بجماعة جنان بيه، في 10 ماي من سنة 1940م، توصل المراقب المدني بالشماعية من مدير شركة معادن الأطلس الكبير (Jakosovitch) برسالة يخبره فيها بإعادة الأبحاث المعدنية الخاصة بمعدن الحديد بالمنطقة الواقعة على امتداد 20 كلم بين الشماعية وسيدي شيكر، مع تحديد عدد العمال.
ح ـ مناجم جبل إيغود: توجد بجماعة إيغود، مرت الأبحاث المعدنية التي تمت بها خلال فترة الحماية الفرنسية بمرحلتين: الأولى كانت على يد كل من "زابان" (ZABAN)، و"هينروتين" (HENROTIN) في سنة 1931ميلادية، وتم خلالها اكتشاف بعض المعادن منها: أوردة غالينا، كربونات الرصاص، وبعض آثار النحاس والزنگ.
الثانية وتمت في سنة 1940، بعد الهدنة، من قبل الإيطاليين (LAMONICA) "لامونيكا" اللذين كانا يمثلان "SOSIETE MINIERE DE Jebel IGHOUD ".
امتداد معدن البارتين عبر المجال الجنوبي لبلاد أحمر، مكن من انتشار مناجم استخراج البارتين بجبل إيغود، وخاصة في فترة الاستقلال حيث تحكمت في الاستخراج شركة "كوما بار COMABAR " مما ساهم في رفع الإنتاج الذي بلغ سنة 1975ميلادية، إلى 85 ألف طن، أغلبه كان يصدر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا الجنوبية، ذلك أن كبريت البارتين كان يستعمل أساسا كمادة تحميل مواد تصنيع الحمأة العالية الكثافة للتنقيب عن البترول.