ماذا سيربح المغرب من دخول إسبانيا إلى مجلس الأمن الدولي بعد شهر العسل بين البلدين؟

ماذا سيربح المغرب من دخول إسبانيا إلى مجلس الأمن الدولي بعد شهر العسل بين البلدين؟

تعيش العلاقات المغربية الإسبانية تحولا نوعيا بعد فتور، تسبب فيه بعض المسؤولين الإسبان، ووصل هذا التطور إلى مستوى أن مسؤولين حكوميين ومسؤولين سامين يزورون المغرب للقاء مسؤولين مغاربة أكثر من مرة في الأسبوع.

إذا كانت إسبانيا تعرف أنها لا يمكن أن تعيش دون المغرب، نظرا لعوامل تاريخية واستراتيجية فإن بعض السياسيين تسببوا في قطيعة في وقت ما، فإن الوعي الإسباني حتى لو جاء متأخرا فإنه أعاد الأمور إلى مجاريها، رغم معاكسات بعض قادة الحزب الشعبي، الذين عاكسوا إرادة البلدين في علاقات متميزة.

فإسبانيا اليوم تؤكد من خلال مختلف مسؤوليها في الخارجية وفي البرلمان وفي المؤسسات الاستراتيجية كمجموعة إيربيص لصناعة الطيران المدني والعسكري وهيسبانات لتكنولوجيا الأقمار الصناعية وكل الفاعلين أن إسبانيا قررت أن تكون المحامي الكبير في الاتحاد الأوروبي والمنتظم الدولي، قصد شرح فاعلية العلاقات المغربية والاتحاد الأوروبي، فرغم الوضع المتقدم والشريك الاستراتيجي، فإنه لم يستفد منه كما هو مطلوب، والمحامي من أجل وضع حد للنزاع في الصحراء عبر الحل السياسي من خلال أرضية الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، منذ أن أعلنت الأمم المتحدة فشل مخطط الاستفتاء غير الواقعي.

والحقيقة اليوم أن إسبانيا، من خلال الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمدنيين، تخاف من الحساد على مستوى العلاقات بين البلدين، وتخاف أن تدخل الشوائب في هذه العلاقة لإفساد هذا العرس المغربي الإسباني الذي يحتفل اليوم بفهم جديد لهذه العلاقات التاريخية، التي اندمجت في سياقات أنتجت إمبراطوريات في السابق وأنتجت دولتين ديمقراطيتين في العصر الحاضر.

إسبانيا اليوم تمد يدها للمغرب والمغرب يمد يده لإسبانيا، فإذا كانت هناك إرادة سياسية لقائدي البلدين فهناك إرادة لدى الفاعل السياسي والاقتصادي، باعتبار المغرب أصبح مطالبا بفتح الأبواب أمام الاستثمارات الإسبانية وتسهيل المساطر ومحاربة تباطؤ العدالة التي تفسد الطريق أمام المستثمرين.

والمغرب مطالب في أكثر من مجال بالاستفادة من الخبرة الإسبانية وكنموذج على ذلك، فإن المغرب يشيد القطار الفائق السرعة، مع العلم أن إسبانيا هي الوحيدة في العالم التي تقدم خدمة الهاتف داخل القطارات الفائقة السرعة، كما يمكن أن يستفيد المغرب من الطيران المدني والحربي.

ولا ننسى أن إسبانيا ستدخل إلى عضوية مجلس الأمن، وقد لعب المغرب دورا قويا في وصول إسبانيا لهذه العضوية، ووعدت إسبانيا المغرب بلعب أدوار مهمة لصالحه.

إن المغرب، الذي قرر أن ينوع علاقاته وأسواقه الخارجية، يعد اليوم في نظر إسبانيا حلقة وصل بين ضفتي المتوسط وخصوصا بين إسبانيا وإفريقيا بالإضافة إلى السوق العربية، حيث يعتبر المغرب رائدا في مشروع مثلث الأضلاع عمدته إفريقيا وأوروبا ويلعب فيه المغرب دور الرابط بين الطرفين.

فإسبانيا قطعت مع العلاقات ذات البعد السياسي وتركز اليوم على العلاقات ذات البعد الاقتصادي قصد النهوض بنمط الحياة لديها، حيث لم يعد الاقتصاد في خدمة السياسة ولكن السياسة في خدمة الاقتصاد.