أكّد الخبير الأمني الجزائري المقيم في لندن، كريم مولاي، في تصريح خصّ به "أنفاس بريس"، أن مصالح الأمن العسكري الجزائرية نفّذت، اليوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، عملية توقيف مفاجئة في حق الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بلقب "ناصر الجن"، والذي كان يشغل سابقًا منصب المدير العام للمديرية العامة للأمن الداخلي. وكان ضمن فرقة الموت في العشرية السوداء بالجزائر التي كانت تقتل المدنيين، حسب كريم مولاي.
وبحسب مولاي، فإن العملية نُفذت بأمر مباشر من العميد محرز جريبي، أحد أبرز الوجوه الصاعدة في قيادة الأمن العسكري، ما يثير كثيرًا من التساؤلات حول خلفيات هذا التحرك المفاجئ، خاصة وأن "ناصر الجن" يُعد من أبرز رموز الجهاز الأمني، وسبق أن لعب أدوارًا محورية في ملفات حساسة داخل الدولة، وكان محسوبًا على جناح نافذ داخل دوائر الحكم.
ويرى مراقبون أن هذا التوقيف يأتي في سياق صراع مستعر داخل هرم السلطة، بين أجنحة تسعى لإعادة ترتيب مواقعها داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، في ظل تغييرات متلاحقة يشهدها المشهد السياسي منذ مطلع 2025.
سياق سياسي متوتر
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الجزائر حالة من التململ السياسي، وسط حديث عن تعديلات مرتقبة في قيادة الجيش، وضغوط اجتماعية واقتصادية متزايدة. كما تتداول الأوساط السياسية معلومات عن وجود توجّه داخل دوائر الحكم لإزاحة قيادات قديمة وإحلال وجوه جديدة موالية للرئيس عبد المجيد تبون ومحيطه الأمني.
ويعتقد محللون أن توقيف "ناصر الجن" ليس سوى خطوة ضمن سلسلة تحركات تهدف إلى تحجيم نفوذ بعض القيادات التي ارتبطت بمرحلة ما قبل الحراك الشعبي في 2019، والتي ما زالت تملك علاقات وتشعبات داخل مفاصل الدولة.
ردود فعل حذرة
ولم يصدر إلى أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الوطني أو رئاسة الجمهورية، فيما تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية والسياسية. وتوقعت مصادر لـ"أنفاس بريس" أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الإجراءات والتوقيفات بحق مسؤولين حاليين وسابقين، في ما يبدو أنه "عملية إعادة هيكلة عميقة" داخل الجهاز الأمني.
من جهته، وصف كريم مولاي ما يجري بأنه "حرب نفوذ مفتوحة"، مشيرًا إلى أن "المؤسسة العسكرية لم تعد موحدة كما كانت في السابق، وهناك تباين واضح في الرؤى والولاءات، ما يجعل من كل تحرك أمني انعكاسًا لصراع أعمق".