الباحث إدريس لكريني: المغرب معرض لمثل هذه الكوارث وعليه استحضار الجانب الوقائي لمواجهة المخاطر

الباحث إدريس لكريني: المغرب معرض لمثل هذه الكوارث وعليه استحضار الجانب الوقائي لمواجهة المخاطر

في إطار مواكبة الفيضانات المهولة التي عرفتها عدة مناطق بالمغرب، وفرضت عزلة لـ 45% من التراب الوطني، ارتأى "موقع أنفاس بريس" استيقاء وجهات نظر لفعاليات مختلفة من أجل معرفة ما حصل من حيث الأسباب والنتائج وآفاق العمل لتدارك الأعطاب ولمواجهة مثل هذه الكوارث.

وفي هذا الإطار كان لقاؤنا مع الباحث إدريس لكريني، مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولي حول إدارة الأزمات بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، حيث طرحنا عليه سؤال بخصوص تدبير هذه الأزمة التي يعيشها المغرب بفعل الفيضانات، فأجاب لكريني قائلا، إن ما حدث فعلا هو تساؤل ملح حول ضرورة استحضار الجانب العلمي والفني في مواجهة الأزمات والمخاطر، ﻷن الأزمة بطابعها المتسارع والفجائي تتطلب مجموعة من التدابير والإجراءات لاحتوائها من أجل منع خروجها عن نطاق التحكم والسيطرة. وأضاف محاورنا، إن إدارة الأزمة هي فن وعلم وقانون كذلك توظف لمواجهة ما خلفته أزمة الفيضانات من خسائر في الأسابيع الأخيرة، والتي تفرض اعتماد أسلوب علمي لإدارتها على المستوى الوقائي عبر إنشاء منظومة للإنذار المبكر واعتماد التنسيق المتكامل بين المتدخلين في هذا الشأن وترسيخ وعي مجتمعي للتصدي للأزمات والمخاطر إسوة لما هو عليه في اليابان مثلا.

وأشار لكريني قائلا، بما أن المغرب معرض لهذه  الكوارث مستقبلا، فعليه اعتماد معايير وقائية تستحضر هذه المخاطر في البنايات السكنية والمنشئات والبنيات التحتية، كما عليه أن ينفتح على مراكز الأبحاث والجامعات والإخصائيين لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه المخاطر على المغرب مستقبلا. وحول إدارة هذه الأزمة على مستوى المدن التي عرت السيول هشاشة بنياتها، علق الباحث لكريني "إن ما طرحته بشكل عام سابقا هو أمر يسري ويسائل السلطات المحلية في سائر المدن، المدعوة اليوم إلى اعتماد تدابير وقائية وعلاجية في علاقتها مع التعمير والبنيات التحتية".