رباب الداه من جنيف.. فضح انتهاكات البوليساريو في مخيمات تندوف والدعوة لتحرك دولي عاجل

رباب الداه من جنيف.. فضح انتهاكات البوليساريو في مخيمات تندوف والدعوة لتحرك دولي عاجل رباب الداه (الثانية يسارا) ضمن فعاليات مجلس حقوق الإنسان في جنيف
قالت رباب الداه، الفاعلة الجمعوية في مدينة العيون، أن مشاركتها ضمن وفد يمثل المجتمع المدني من الأقاليم الجنوبية ضمن أشغال الدورة 59 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة في جنيف، مثّلت فرصة سانحة للمجتمع المدني القادم من الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية لتسليط الضوء على الوضع المأساوي والانتهاكات الجسيمة "التي تطال إخواننا وأخواتنا المحتجزين بمخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر".

وأضافت رباب الداه، في اتصال هاتفي من جنيف مع جريدة "أنفاس بريس"، أن مداخلات ممثلي المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية، ركزت أساسًا على فضح ممارسات التهجير القسري والاحتجاز التعسفي الذي تفرضه الجماعة المسلحة المسماة البوليساريو على ساكنة المخيمات، والذين حُرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية، وفي مقدمتها حرية التنقل والتعبير والاختيار. كما تمت الإشارة إلى حوادث الاختطاف المتكررة، وتعرض العديد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان داخل المخيمات لمضايقات جسدية ونفسية، في إطار سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات الحرة الرافضة للوضع القائم هناك. 

كما جرى التطرق إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المزرية، حيث تواصل الجماعة المسلحة استغلال المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المخيمات وتحويلها لأغراض سياسية أو عسكرية، في ظل غياب أي آليات رقابية شفافة. وقد تم عرض، بالحجة والبرهان والوثائق الدامغة، مجموعة من الخروقات، من بينها ظاهرة التجنيد القسري، بما في ذلك تجنيد الأطفال، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والمعاهدات الدولية. 

وعلى هامش هذه الدورة، افادت رباب الداه، أن ممثلي المجتمع المدني من الأقاليم الجنوبية المغربية نظموا عدة ندوات موازية بشراكة مع خبراء وفاعلين دوليين بارزين، ناقشت قضايا حماية حقوق الإنسان في مناطق النزاع، وسبل دعم الضحايا ومرافقتهم، ومسؤولية المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة. وقد شهدت هذه الندوات تفاعلًا كبيرًا من مختلف المشاركين، ما ساهم في تعزيز الوعي الدولي بخطورة الوضع في مخيمات تندوف. 

إضافة إلى ذلك، أجرى المشاركون سلسلة من اللقاءات المثمرة مع عدد من الآليات الأممية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. كانت هذه اللقاءات مناسبة لعرض التقارير الميدانية وتقديم شهادات مباشرة حول الواقع على الأرض، وكشف زيف الخطاب الدعائي الذي تروجه الجماعة المسلحة المسماة البوليساريو ومن يقف وراءها. 

ولم يفوت ممثلو المجتمع المدني من الأقاليم الجنوبية المغربية أي فرصة للتأكيد على ضرورة المضي قدمًا في الحملة الدولية الرامية إلى تصنيف الجماعة المسلحة المسماة البوليساريو كتنظيم إرهابي، بالنظر إلى ممارساتها اللاإنسانية وعلاقاتها المشبوهة مع جماعات إرهابية تنشط في منطقة الساحل والصحراء. كما جددوا التذكير بالمسؤولية القانونية والسياسية الكاملة للجزائر، بصفتها الدولة الحاضنة لهذه المخيمات، والملزمة بحماية حقوق وكرامة كل من يوجد على ترابها بموجب القانون الدولي.

وختمت الفاعلة الجمعوية، رباب الداه، أن مشاركة المجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية في هذه الدورة شكلت محطة أساسية لإيصال صوت الضحايا، والدفاع عن حقوقهم أمام المجتمع الدولي، وإعادة تسليط الضوء على مأساة إنسانية طال أمدها، وحان الوقت لطي صفحتها بشكل نهائي وحاسم.