قطارات لخليع وإدارته ضد التنمية بمركز اليوسفية الفوسفاطي

قطارات لخليع وإدارته ضد التنمية بمركز اليوسفية الفوسفاطي

"كون خلاو لينا غير شجر السدر اللي كان حدا حي العرصة وديور القايد بلكوش وحي الراية سابقا مع محطة السكك الحديدية.... ولا هاذ الشوهة ديال الجدار العازل اللي بنات الإدارة وعزلاتنا على لمدينة"، يقول أحد المتقاعدين الفوسفاطيين موجها اتهاما مباشرا لإدارة لخليع التي تجني الملايير من مدينة اليوسفية من خلال قطارات نقل الفوسفاط، التي تتسبب في عرقلة حقيقية للتنمية منذ أن عقدت صفقتها الشهيرة مع المجمع الشريف للفوسفاط دون أن تستثمر ولو جزءا بسيطا من مداخيلها اعترافا بخيرات منطقة الكنتور. وأضاف المتحدث نفسه لـ "أنفاس بريس" متسائلا: كيف يعقل أن تقسم قطارات لخليع مدينة لويجانطي إلى قسمين، قسم يتسم بالملامح الحضارية، وقسم تحول إلى مجال للتهميش والجريمة ومختلف مظاهر التخلف على جميع الأصعدة؟

وقد استطلع موقع "أنفاس بريس" آراء العديد من الساكنة بالأحياء المحاصرة بفعل الجدار العازل الذي شيدته إدارة السكك الحديدية منذ سنوات، وأكدوا أنهم يتطلعون إلى تفعيل كل المراسلات والشكايات والتوصيات والملتمسات التي وضعتها الإدارة في رفوف الإهمال والنسيان، والمرتبطة بالمشاكل الاجتماعية والأمنية التي نتجت عن الجدار، حيث تحولت الأراضي المسيجة (عشرات الهكتارات) إلى مستودعات وبؤر للنفايات والجريمة، ومحطة للكلاب الضالة والمشردين وقطاع الطريق ليلا. واستنكرت مجموعة من الأصوات المحلية التلكؤ والغياب التام للإدارة على مستوى التفاعل مع مجموعة من النداءات الإدارية والجمعوية والإعلامية والمتمثلة في تنفيذ الاتفاقيات والشراكات مع المؤسسات الجماعية من قبيل إحداث ممرات فوقية تربط بين مجموعة من الأحياء والمدينة للحد من الأرواح التي تزهقها قطارات الموت كل سنة.. بل تتساءل باندهاش كبير بعض المصادر عن التعامل اللامسؤول لذات الإدارة مع الوعاء العقاري الذي سيجته واستحوذت عليه منذ فجر الاستقلال، والذي تقدمت به كمشروع تنموي خلال الزيارة الملكية سنة 2008 في أفق تحويله إلى تجزئة سكنية وعقارات اقتصادية واجتماعية وبيئية دون أن يرى النور إلى حدود اليوم.

ومن جانب آخر فقد جالس موقع "أنفاس بريس" بعض عمال وموظفي السكك الحديدية باليوسفية الذين أكدوا أن إدارتهم لا تعير للجانب التنموي أي اهتمام يذكر، حيث يتجلى ذلك، حسب قولهم، في عدم التعاطي مع الجانب الاجتماعي للشغيلة من خلال خلق فضاءات ترفيهية لأبنائهم وأندية تابعة للإدارة تحتضنهم وعائلاتهم، علما أن المنطقة تذر دخلا اقتصاديا قويا للسكك الحديدية، فضلا عن الخدمات الرديئة التي تقدمها على مستوى النقل بقطارات المسافرين الرابطة بين آسفي واليوسفية وبن كرير كمراكز فوسفاطية ضخت الملايير في صناديق إدارة  لخليع، حيث أن أغلب قطارات الخردة المتهالكة والمتقادمة يتم جلبها لهذه الخطوط ضدا على إرادة الزبناء.

فهل ستستفيق إدارة السكك الحديدية وتنفض الغبار عن الملفات الاجتماعية والتنموية والبيئية المهملة في رفوف مكاتبها وترد الاعتبار لساكنة اليوسفية التي ضاقت درعا من الحصار والعزلة التي طالت واستطالت في زمن التغني بمفهوم الشركة المواطنة؟ وهل ستستحضر ذاكرة الحراك الاجتماعي لشباب 20 فبراير الذي حاصر قطاراتها واحتج عن غيابها الدائم في مجال التنمية المستدامة؟