وفي اتصال أجرته "أنفاس بريس" مع الدكتور محمد الطيار، الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، ورئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، أوضح أن "سيدي محمد ولد المراكشي ليس من القيادات الكبرى داخل الحركة، وإنما ينتمي لأحد جناحيها"، في إشارة إلى انقسام الحركة العربية الأزوادية إلى تيارين: أحدهما موالٍ لحكومة باماكو، والآخر أقرب إلى الجماعات الحركية المعارضة.
وأشار الطيار إلى أن الحركة تأسست سنة 2012 في شمال مالي، وتضم مقاتلين من القبائل العربية، وخصوصًا من قبائل البرابيش. كما لفت إلى أن اسم "المراكشي" يحيل إلى أصول مغربية واضحة، إذ أن العديد من القبائل المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي، لا سيما في أزواد، ترجع جذورها إلى منطقة الرحامنة بضواحي مراكش، وتُشكّل مكونًا بشريًا وازنًا في شمال مالي وجنوب الجزائر وموريتانيا.
وأضاف الخبير الطيار أن المنطقة، سواء من حيث المكون العربي أو الطوارقي الأمازيغي، لها امتدادات مغربية عميقة، مشيرًا إلى أن الطوارق أنفسهم ينحدرون من قبائل صنهاجة المغربية، وبالخصوص من منطقة وادي الساقية الحمراء التي كانت تُعرف تاريخيًا باسم "تاركا تازوكاغت".
وأكد الخبير محمد الطيار أن منطقة أزواد كانت تاريخيا تحت السيادة المغربية، حيث كانت مدينة تمبكتو، عاصمة أزواد، تتبع للسلطان المغربي طيلة ثلاثة قرون حتى عام 1895، حين سقطت بيد الاستعمار الفرنسي. وكان محمد الكاهية الرامي آخر حاكم مغربي للمنطقة، حيث كانت المساجد ترفع الدعاء للسلطان المغربي وترتبط به بيعة وولاء.
وختم الخبير الأمني بالتأكيد على أن استمرار التدهور الأمني في شمال مالي مرتبط بشكل مباشر بتدخلات النظام العسكري الجزائري، الذي وصفه بـ"السرطان في المنطقة"، مشيرا إلى أن هذا النظام يعرقل كل المبادرات الرامية إلى إرساء الأمن والاستقرار، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب منذ عقود من خلال البرامج التنموية والمصالحة، مستحضرا في الآن نفسه خطاب الملك محمد السادس في باماكو سنة 2013، الذي تضمّن خطة متكاملة لحل أزمة أزواد.