خليل البخاري: تراكم النكبات والنكسات في ذاكرة الشعب الفلسطيني

خليل البخاري: تراكم النكبات والنكسات في ذاكرة الشعب الفلسطيني خليل البخاري

بكل موضوعية، يُعدّ الشعب الفلسطيني في طليعة الشعوب التي تراكمت في ذاكرتها عددٌ كبير من النكبات والنكسات، أبرزها نكبة عام 1948، التي تُعد الأثقل سياسيًا وإنسانيًا، إذ قادت إلى تفكك فلسطين وتمزق شعبها، وانتهت بتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
كما سبقتها ثورة كبرى اندلعت بين عامي 1936 و1939 ضد الاستيطان اليهودي وسياسات سلطة الانتداب البريطاني، وكان من أبرز من فجّر جذوتها الشيخ المجاهد عز الدين القسام. وقد قُمعت هذه الثورة المسلحة بوحشية على يد سلطات الانتداب بقيادة الجنرال مونتغومري، ما أدى إلى تدمير أحياء من المدن والقرى الفلسطينية واعتقال عدد كبير من القيادات السياسية ونفيهم خارج فلسطين.

ثم جاءت نكسة عام 1967، التي تمثلت في احتلال الكيان الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وتشريد ما يقارب ربع مليون فلسطيني إضافي.

واليوم، يدوّن الشعب الفلسطيني في ذاكرته نكبة جديدة، أكثر بشاعة ودموية، تُمارَس فيها حرب إبادة جماعية تستهدف كل الفئات العمرية، بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاستيطان وتوسّعه.
النكبة الحالية تشكّل جرحًا غائرًا في ذاكرة جيل فلسطيني جديد، يعيش مآسيها يومًا بعد يوم.

إن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي ما زال يعيش نكبات ونكسات متتالية، ويتعرض لتكالب ثلاث قوى رئيسية:

وما يميز هذه النكبة هو صمود الشعب الفلسطيني، وتمسكه بذاكرته الوطنية وحقوقه المشروعة والعادلة وغير القابلة للتصرف.

وصفوة القول: إن العدو الأكبر للشعب الفلسطيني هو الصهيونية العالمية المتحالفة مع قوى الاستعمار. لذا، فإن الشعب الفلسطيني، بكل أطيافه وفصائله، مدعو إلى الوحدة والتماسك من أجل تقليل آثار هذه النكبات، ومنعها من أن تبقى قدرًا محتومًا لا يمكن تغييره.

 

خليل البخاري
أستاذ مادة الاجتماعيات