تصدع داخل معسكر ترامب: بانون يهاجم نتنياهو ويتهمه بمحاولة فرض أجندته على واشنطن

تصدع داخل معسكر ترامب: بانون يهاجم نتنياهو ويتهمه بمحاولة فرض أجندته على واشنطن ستيف بانون ودونالد ترامب

في تطور لافت يعكس تصدعًا متزايدًا داخل أوساط التيار اليميني الأمريكي ومعسكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شن كبير مستشاريه الاستراتيجيين السابق، ستيف بانون، هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بمحاولة التأثير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ودفعها نحو مواجهة عسكرية مع إيران.

وفي تصريحات مثيرة أدلى بها خلال برنامجه الإذاعي المعروف "غرفة الحرب"، قال بانون، الذي يُعد من أبرز منظّري حركة "أمريكا أولاً"، إن "إسرائيل تحاول فرض إرادتها على القرار الأمريكي"، متسائلًا: "من أنت بحق الجحيم لتحاضر على الشعب الأمريكي؟".

واعتبر بانون أن على إسرائيل تحمّل نتائج خياراتها، دون الاعتماد على الولايات المتحدة للتدخل عسكريًا، مشيرًا إلى أن أي تورط أمريكي في حرب مع إيران قد يكون "نهاية لحركة ماغا" (اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا)، وقد يقوّض فرص ترامب في العودة إلى البيت الأبيض.

وتأتي تصريحات بانون عقب تقارير إعلامية تحدثت عن موافقة ترامب بشكل غير معلن على خطط عسكرية ضد إيران، دون اتخاذ قرار نهائي بعد، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.

وفيما اعتُبر ردًا مباشرًا على تصريح لنتنياهو قال فيه: "اليوم تل أبيب، غدًا نيويورك"، حذّر بانون من أن "إسرائيل تدفع الولايات المتحدة إلى سيناريو كارثي لا يمكن الخروج منه"، داعيًا تل أبيب إلى اتخاذ قراراتها العسكرية بشكل مستقل دون توريط واشنطن.

واتهم بانون نتنياهو بإفساد مسار التفاوض بين إدارة ترامب وطهران خلال الولاية الرئاسية الأولى، معتبرًا أن هدف إسرائيل لم يكن التوصل إلى اتفاق، بل تغيير النظام الإيراني.

 

ووسّع بانون دائرة هجومه لتشمل وسائل الإعلام المحافظة، وفي مقدمتها قناة "فوكس نيوز"، التي اتهمها بمحاولة التأثير على ترامب ودفعه نحو التصعيد، ملمحًا إلى المعلق السياسي مارك ليفين بوصفه من أبرز الداعمين لهذا التوجه.

 

كما وجّه انتقادات للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، واصفًا إياه بأنه "من دعاة الحرب الدائمين"، مشيرًا إلى ضغوط مستمرة كان يمارسها على ترامب للانخراط في مواجهات خارجية.

 

وفي ختام تصريحاته، أطلق بانون تحذيرًا صريحًا بقوله: "أنا من أشد المؤيدين لإسرائيل، لكن إذا استمرت هذه الضغوط وواصلت إسرائيل سياسة الانفراد بالقرار، فإن العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة ستكون على المحك، وقد نشهد نهايتها ببساطة".