ويهدف نظام "الباشلور" الذي تقدم به عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهو الأكثر تداولاً على الصعيد العالمي، إلى مواءمة نظام التعليم العالي مع المعايير الدولية، مع الحفاظ على الطابع المهني للمدارس العليا للتكنولوجيا التي ستحظى بميزة خاصة للتميز الأكاديمي، إضافةً إلى تعزيز قابلية الطلبة في سوق الشغل، خاصةً بعد التراجع، في وقت سابق من الولاية الحكومية الحالية، عن نظام الإجازة المهنية.
ويندرج اعتماد نظام "الباشلور" في التكنولوجيا بالمدارس العليا للتكنولوجيا في سياق تنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، لا سيما في ما يهم تحديد وتنويع العرض التكويني ودعم وتحسين جودة التكوينات بالمؤسسات الجامعية ذات الولوج المحدود.
يذكر أن نظام "الباشلور" كان قد جيء به في عهد الوزير السابق سعيد أمزازي، بعد توافق واسع مع الجسم الأكاديمي، قبل أن يتم "إقباره" من قبل سلفه، عبد اللطيف ميراوي، وإلغاء تسجيل أزيد من 24.000 طالب في المسالك المعتمدة بكل الجامعات العمومية ودون تقديم بديل لإشكال الاستقطاب المفتوح.
ويرتكز هذا النظام، الذي يستمد جوهره من الهندسة البيداغوجية الأنكلوسكسونية المتجددة، كما جاء في صيغته الأولى، على وحدات تعنى بتقوية اللغات الأجنبية والمهارات والكفايات العرضانية الأساسية والثقافة العامة للطلبة، مع تعزيز فرص تمكينهم من الحركية وطنياً ودولياً، إضافةً إلى الربط بين التعليم الثانوي والتعليم العالي ووضع جسر بينهما بإحداث ما يسمى بالسنة الجامعية التأسيسية.