- استعادة دور الأسرة والمدرسة في التنشئة والتأطير.
- محو الأمية الرقمية لدى الآباء والأمهات لمواكبة أبنائهم وحمايتهم من مخاطر الإنترنت.
- إدماج التربية الإعلامية والرقمية في المناهج الدراسية لتصويب الانزلاقات القيمية.
- اعتبار الانحراف الافتراضي قضية عمومية تتطلب سياسات حكومية واضحة.
- إحداث مرصد وطني للبيئة الرقمية يضم مختصين وممثلين حكوميين لرصد الظواهر الرقمية واقتراح الحلول.
وكان سعيد بنيس يتحدث في ندوة فكرية حول "الأسرة والتربية في ظل الثورة الرقمية: قراءة في الفرص والتأثيرات النفسية والاجتماعية”، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بالرباط.
ووفق مداخلة الأستاذ بنيس، تشهد الأسرة المغربية، على غرار باقي المجتمعات، تحولات عميقة بفعل الثورة الرقمية وانتشار الوسائط التكنولوجية الحديثة. هذه التحولات أثرت بشكل مباشر على بنية الأسرة، علاقاتها الداخلية، وأدوارها التربوية والاجتماعية، مما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الروابط الأسرية في ظل هذا الزخم الرقمي.
وعزز بنيس مداخلته بأرقام رسمية، تبين حضورا رقميا شبه كلي داخل الأسر المغربية، إذ تؤكد الإحصائيات الوطنية أن المغرب يعيش انتقالاً رقمياً شاملاً:
- 99% من المغاربة يستخدمون الهواتف الذكية والإنترنت.
- 86% من الأفراد فوق 5 سنوات يلجون الإنترنت عبر هواتفهم الذكية (حوالي 19.6 مليون فرد).
- 93% من مستخدمي الهواتف الذكية يستعملون تطبيقات الهاتف.
- 94.3% يشاركون في المنصات الاجتماعية.
- رغم هذا الحضور الكثيف، صرح 70% من الآباء بعدم جاهزيتهم لمواكبة وتوجيه أبنائهم في استخدام الإنترنت.
- فقط 21.4% من المستخدمين واعون بمخاطر الاستعمال غير المحمي للإنترنت.
وبحسب بحث وطني حديث (2023) أنجزه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية:
- يرى 67% من المغاربة أن الرابط الأسري لا يزال قوياً، خاصة بعد تجربة جائحة كورونا التي أعادت للأسرة مكانتها كملاذ معنوي ومصدر للتضامن.
- في المقابل، سجل البحث تراجع البنى الأبوية التقليدية لصالح حكامة أسرية مبنية على التفاهم والتشاور.
- خلفت الجائحة توترات داخل الأسرة النووية، من بينها العنف الزوجي، سوء معاملة الأطفال، الطلاق، وتدهور الصحة النفسية.
- الرابط الأسري كان الأكثر تضرراً بنسبة 33%، يليه رابط العمل (26%)، بينما لم يتأثر الرابط السياسي سوى بنسبة 1%.
وبقدر ما للقيم الرقمية سلبيات، لها إيجابيات أيضا:
القيم الإيجابية:
- تعزيز التضامن والمبادرة والانخراط المدني.
- تسهيل التواصل بين أفراد الأسرة المتباعدين جغرافياً.
- إعادة تسييس الشباب وتنمية الفاعلية الفردية.
- الانتقال من الجماعية إلى الاستقلالية.
* القيم السلبية:
- بروز الانعزالية والعدوانية داخل الأسرة.
- توتر العلاقات الأسرية بفعل الإدمان الرقمي.
- ظهور طقوس وممارسات جديدة تهدد العيش المشترك.
- انتشار فضاءات افتراضية موبوءة (محتوى هامشي، تحديات خطيرة).
-"الإدمان الافتراضي، العنف الرقمي، التنمر، الابتزاز، وثقافة الكراهية.
- الاستقلالية المفرطة للأبناء واعتمادهم على الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث في غياب التأطير الأسري.
- تآكل القيم التقليدية وظهور جيل مغترب هوياتياً وقيمياً.
ليخلص الأستاذ سعيد بنيس إلى التأكيد على أنه بين الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية للأسرة المغربية، والتحديات التي تفرضها، يبقى الرهان الأكبر على تكامل الأدوار بين جميع الفاعلين: الأسرة، المدرسة، الدولة والمجتمع المدني، من أجل حماية الروابط الأسرية وتعزيز القيم الإيجابية في زمن التحول الرقمي المتسارع.