محمد عزيز الوكيلي: متى ينتهي هذا الرجل من الفذلكة؟!!

محمد عزيز الوكيلي: متى ينتهي هذا الرجل من الفذلكة؟!! محمد عزيز الوكيلي
الحديث هنا صراحةً، وبكل الوضوح الممكن والمتاح، هو عن السيد عبد الإله بنكيران، الذي يبدو أنه يعتقد نفسه أذكى من جميع المغاربة عامةً، ومن مخاطَبيه خاصة، فلا يتوقف عن محاولات استحمارهم واستغبائهم، ربما لأن ذلك يتيسّر له في صفوف "مناضلي حزبه"، الشائخ والمترهّل من فرط إخفاقاته وهزائمه، ولكنه يُخطئ الطريق، ويُخطئ التصويب والمرمى، حين يحاول ممارسة نفس الفذلكات الكلامية مع عموم المواطنين المغاربة، الذين تفننوا في معاقبة حزبه بعد تجربة السنوات العشر التعسة، التي جاء فيها إلى سُدّة السلطة التنفيذية راكباً على صهوة شعار "صوتُك فرصتُك ضد الفساد"، فإذا بالفساد يستريح في السنوات العشر "البنكيرانية" من تعب السنين، ويستلقي على جانبه الأيمن في نوم عميق، لم يكن يستفيق منه، أقصد الفساد، إلا ليستلقي من جديد على قفاه من الضحك، استهزاءً بتناوب عجيب أثبت، رغم مصداقيته الدستورية والقانونية، وحتى السياسية، أنه أتى فقط لا غير، بأناس لا يتميّزون عن سابقيهم من "مُناضلي" الأحزاب الأخرى الفاسدة والفاشلة إلا بالرسوم والأسماء والألقاب... والباقي يعلمه كل المغاربة حق العلم، ويعرفون تداعياتِه وآثاره حق المعرفة، خاصةً بعد أن شاهدوا بأم أعينهم، ولمسوا بكافة حواسهم، كيف تَحَوَّل شعار "صوتك فرصتك ضد الفساد" إلى شعار "عفا الله عمّا سلف"، الذي يُناقضه تمام المناقضة... وهو الشعار الذي أطلق الفساد من جرّائه تنهيدة ارتياح لم يلبث ان عاد بعدها إلى سابق عهده وفتوحاته، في مختلف مجالات الحياة العامة، بل وفي مجالات لم يكن يجرؤ على التطاول عليها لولا مجيء حزب بنكيران بالذات، والذي قدم لنا نوعيات جديدة من المفسدين ولكن هذه المرة، تحت جُبّة الدين، الذي يوقن جميع المغاربة أنه لا يمت بأي صلة لما جاء به بنكيران وحزبُه من أوجه جديدة لفساد يرتدي العمامة، ويمسك السُّبْحة، ويٌطلق في الشارع العام وفي مختلِف الفضاءات تَعويذاتٍ وتسبيحات هي أشبه بطنين ذباب المزابل!!

مناسبة هذا "الدخول طولاً وعرضاً في بنكيران وحزبه"، أن هذا "الزعيم" عاد بعد طول غيبة إلى شطحاته الكلامية المعهودة، ولكنه هذه المرة أبدى إزاء الوطن وقضاياه الحيوية مواقف لم يكن يتوقعها أحد!!

من بين تلك المواقف على سبيل المثال لا الحصر، اصطفافُه وراء النظام الإيراني في بهلوانياته ومظاهر صموده الكاذب أمام إسرائيل وحلفائها التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وانضمامه بالقول والصراخ والزعيق لجوقة خونة الداخل عُبّاد الكوفية، الذين خرجوا علينا في السنوات الأخيرة بمقولة "غزة قبل تازة"، نكاية في جميع المغاربة الأحرار والأوفياء لقضاياهم المصيرية، ثم أطلق هو الآخر فذلكاته المدافعة، قولا لا فعلاً، عن تنظيم حماس الذي باع سكان غزة في صفقة "إيرانوإسرائيلية" لم تَخْفَ أسرارُها وخباياها على أحد من العالمين، حتى وهو يعلم أن ألذ أعداء وحدتنا وأمننا وسلامتنا، وهو النظام الجزائري الفاسق والفاسد، يقف ذات الموقف ليس ضداً في إسرائيل وإنما نكاية فينا نحن المغاربة، المتهمين، من لدن جار السوء ذاك، بتنكُّرنا للقضية الفلسطينية لمجرد كوننا أعدنا مد جسور التواصل مع إسرائيل، بالرغم من كون بنكيران نفسه، وكذلك أصدقاؤه الجزائريون والإيرانيون والحماسيون، يعلمون حق العلم أن إقدامَنا على التوقيع على اتفاقية أبراهام الثلاثية وما تلاها من التعاون الأمني والعسكري "المغربي الأمريكي الإسرائيلي" لجأنا إليه اختياراً، لتقوية شوكتنا في مواجهة نظام جزائري عدائي وعدواني، يستقوي بحبيبه النظام الإيراني، اللذان يهددان أمننا ليل نهار، ويعملان بالملموس على دفع شماكرية المنطقة على إطلاق هجماتهم المسلحة ضدّ بعض مدننا الآمنة في الجنوب، انطلاقا من تراب الجزائر ذاتها، ويعلم أكثر من ذلك أن ميليشيات مرتزقة الجزائر تتلقى تداريبها على أيدي الحرس الثوري الإيراني (ياحسرة على الثورة)، ويعلم بتحصيل الحاصل أن حماس ومن يدور في فلكها من الفلسطينيين المتاجرين بقضيتهم، والذين باعو غزة وقبضوا الثمن جِهاراً، يُناصبوننا العداء هم الآخرون، ويدعمون مرتزقة الجزائر سياسيا ودبلوماسيا وإعلامياً، ويكفي التذكير بما فعلوه من غير حياء أو رجولة بصورة جلالة الملك بباريس في إحدى وقفاتهم المموَّلة من لدن المخابرات الجزائرية... وكل ذلك، والسي بنكيران فاغرٌ فمه كالأبله، ويُلقي علينا تُرَّهاتِه البليدةَ تحت ذريعة "مناصرة الشعب الفلسطيني"، والشعب الفلسطيني، البعيد كل البعد عن كل مَن ذُكِروا أعلاه من تجار القضية، يعلم أن ما قدمه ويقدمه المغرب للفلسطينيين من مُنطلق تحالفه الثلاثي مع أمريكا و…