هذا التصرف لا يعكس فقط فقدانًا للاتزان السياسي، بل يُظهر استخفافًا بعقول المواطنين الذين أصبحوا اليوم أكثر وعيًا وقدرة على التفكير المستقل. فالمغاربة ليسوا بحاجة لمن يُملي عليهم من هم الوطنيون ومن هم الخونة، كما أنهم لا يحتاجون دروسًا في حب فلسطين ولا في الوفاء للمغرب.
أن يصف بنكيران من يختلفون معه بـ"الحمير"، فربما نسي أو يجهل أن الحمار في ثقافتنا الأمازيغية الشعبية رمزٌ للصبر والجد والاجتهاد، وهي صفات يفتقدها -للأسف- بعض السياسيين الذين ضلّوا الطريق، وفقدوا القدرة على الإقناع، إلا بالصوت العالي والإهانة، كبنكيران نفسه.
إن هذا النوع من الخطاب خطير، ولم نعتد عليه من قبل؛ فهو خطاب إقصائي، مشحون بالكراهية، معادٍ للوطن. خطاب ديكتاتوري لا يُقنع بل يُقصي، لا يُوحد بل يُقسّم، ولا يُنتج إلا التوتر والاحتقان.
رسالتي إلى ما تبقّى من عقل لدى بنكيران: نحن، المغاربة، أحببتَ أم كرهت، مواطنون أحرار، لنا القدرة على التفكير، واتخاذ القرار، والاختيار. ولسنا أدوات في لعبة خطاباتك الإقصائية. ومن حقنا أن نقول "تازة قبل غزة"، كما قالها جلالة الملك قبلنا، بمعنى أن "المغرب أولًا". وأفكار ابن كيران إلى الجحيم.
فكفى استخفافًا بعقول الناس...