اختتم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مساء يوم الأحد 27 ابريل 2025، فعاليات رواقه في الدورة الـ30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي احتضنته العاصمة الرباط على مدى عشرة أيام، تحت شعار الثقافة والتعبيرات الثقافية رافعة للحقوق والتنمية.
طوال أيام المعرض، تحول الرواق إلى منصة حية تجمع بين النقاش الجاد والتعبير الفني الطفولي، حيث استقبل آلاف الزوار، وشارك في أنشطته 250 طفلا يمثلون مختلف جهات المملكة، و100 متحدث وكاتب وفنان وفاعل حقوقي وثقافي من المغرب وخارجه، ضمن أزيد من 70 نشاطًا توزعت على خمسة فضاءات متخصصة، كلها تدور حول فعلية الحقوق والتنوع الثقافي.
وفي ختام الفعاليات، عبّرت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس، عن اعتزازها الكبير بالتفاعل اليومي الغني الذي شهده الرواق، مؤكدة أن اختيار موضوع الثقافة جاء إيمانا بقدرتها على تعزيز التماسك الاجتماعي والتعددية واحترام الهوية والكرامة، من خلال الروافد المغربية المتنوعة: العربية-الإسلامية، الأمازيغية، الحسانية، العبرية، المتوسطية، والإفريقية.
وقالت بوعياش: "المعرض مناسبة للقاء مباشر مع المواطنين، خاصة الأطفال، حول قضايا فعلية ترتبط بثقافة حقوق الإنسان. والنتيجة كانت تفاعلات غنية، ونقاشات ناضجة، واقتراحات قوية من الجيل الجديد."
الرواق احتضن أكثر من 30 ورشة مخصصة للأطفال، و11 ندوة فكرية حول موضوعات تتراوح بين الحق في المدينة، التراث، السينما، الكتابة في السجون، كونية حقوق الإنسان، الإعلام والثقافة. كما شهد مشاركة فنية وإبداعية من الأطفال عبر الشعر، المسرح، القصة، والعزف الموسيقي، كلها مؤطرة بقيم الحقوق والانفتاح.
ولتنزيل مبدأ الرواق الدامج، وفر المجلس الوطني ولوجيات متكاملة للأشخاص في وضعية إعاقة، من ترجمة فورية بلغة الإشارة إلى مسالك مخصصة لذوي الإعاقات البصرية، ومرافق مهيئة تضمن المشاركة الكاملة. كما تم بث جميع الأنشطة مباشرة على المنصات الرقمية.
الرواق، الذي شهد حضورًا قويًا لشخصية "حديدان" المحبوبة لدى الأطفال، استثمر هذه الرمزية لتقريب الموروث الثقافي المغربي من مفاهيم الحقوق والمواطنة، وفتح نقاشات حية مع الأطفال وأولياء أمورهم.
بهذا النشاط الثقافي والحقوقي، يكون المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد رسّخ تقليدًا سنويًا في المعرض الدولي للنشر والكتاب، حيث تُقدّم الثقافة كأداة فعالة لبناء مجتمع تعددي، عادل، منفتح، وواعٍ بحقوقه.