وزان ...خديجة بنعبد السلام ومن معها في قلب التعبئة المجتمعية من أجل محاربة الهدر المدرسي

وزان ...خديجة بنعبد السلام ومن معها في قلب التعبئة المجتمعية من أجل محاربة الهدر المدرسي جانب من اللقاء التواصلي
حوالي 300 ألف متعلم(ة) "يغادرون" المدرسة العمومية وطنيا،نصيب إقليم وزان من هذا الرقم المقلق يتجاوز 2000 تلميذ(ة) بكثير، غالبيتهم/ن تنتسب للتعليم الإعدادي !

لا يتعلق الأمر بمغادرة طوعية ، لكنها مغادرة متشابكة ، وحده التلميذ(ة) ومستقبل الوطن من يتحمل ثقل الفاتورة ....( لا يهرب قط من دار العرس ) كما تقول حكمة مغربية بليغة. فهل إن توفرت البيئة الحاضنة لفعلية الحق في التعليم ، كان الرقم إن وطنيا أو إقليميا سيرتفع بهذا الحجم المهول والمخيف ، وسيدعو لاطلاق حملة التعبئة المجتمعية لمحاربة الهدر المدرسي ؟

النسخة الجديدة لحملة التعبئة المجتمعية ، اقرار واضح بأن الظروف المحيطة بحماية الحق في التعليم صعبة ، وقد نطق بذلك شعار الحملة " كيفما كانت الظروف .... ما نفرطش في قرايتي " . رسالة بعنوان واضح... وقف النزيف ليس من مسؤولية المدرسة العمومية لوحدها ... تطويع شبكة الاكراهات التي تتضخم وتتناسل أمام جبروت الواقع ، الذي وحده الانخراط الواعي والمواطن لمختلف المتدخلين كفيل بَِليِّ عنق غول الهدر المدرسي .

تنزيلا لحملة التعبئة المجتمعية " من الطفل إلى الطفل ومن اليافع إلى اليافع "احتضن فضاء المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة صباح يوم الأربعاء 23 أبريل2025، لقاء تواصليا، تعدد المشاركات والمشاركون في أشغاله، الذين انصبت مداولاتهم/ن على القراءة الهادئة والمسؤولة لواقع فعلية الحق في التعليمبإقليم يغلب عليه الطابع القروي، وتتحكم في شرايينه الهشاشة الاجتماعية في أقوى مستوياتها ، واجتهاد كل المتدخلين من زوايا و مواقع متعددة ، بما ينتهي بتطويق مختلف الإكراهات التي تنسف الجهد المبذول من طرف بلادنا من أجل اقلاع تنموي ، الذي لن يتحقق إذا ظلت قنوات المدرسة العمومية كثيرة الثقب بما يسمح بتسرب أزيد من 2000 متعلم(ة) سنويا بإقليم ساكنته في تراجع ملحوظ ، وحده الشارع بكل أوجاعه و فواجعه من يفتح لهم/ن ذراعيه !

المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة التي أشرفت على اعطاء الانطلاقة الرسمية لحملة التعبئة المجتمعية ، رغم نبرة التفاؤل التي شكلت العمود الفقري لمداخلتها بناء على حزمة من المؤشرات ( مصالحة حوالي 800 تلميذ(ة) مع مقاعد المدرسة ، توسع شبكة مراكز الفرصة الثانية وارتفاع في عدد المستفيدات والمستفيدين من خدماتها ، ارتفاع منسوب انخراط المتدخلين في التعبئة المجتمعية ، .... ) ، فإن صوتها لم يُغرد بعيدا عن الأصوات المدنية والحقوقية والتربوية والمؤسساتية ، التي يقلقها تسرب أطفال في عمر الزهور من صفوف المدرسة العمومية ، في زمن لم يعد فيه موقع قدم لمن لم يتقدم عاليا في سلم التربية والتعليم والتكوين .

حزمة من التوصيات عزز بها المتدخلون ( النيابة العامة، المجلس العلمي ، المؤسسة الحقوقية ... ) أوراقهم التي أغناها المشاركات والمشاركون بأفكار و اقتراحات ذات قيمة نوعية ، التي من المفروض أن تجد لها صدى قويا فوق مكاتب مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين . وبالمناسبة ما دامت المناسبة شرط ، واعترافا بدور النسيج المدني في تصديه لآفة الهدر المدرسي ، فقد وجهت المديرة الإقليمية تحية خاصة لفرع جمعية حركة الطفولة الشعبية بوزان ، المشرف على تسيير مركز دار الضمانة ، الفرصة الثانية ، الجيل الجديد ، على تضحيات عضواته وأعضائه ، وعلى جهودهم/ن المبذولة من أجل الادماج المهني والتعليمي لفئة من المتعلمات والمتعلمين لم تسعفهم/ن الظروف للاستمرار في صفوف التعليم العمومي ، في فترة من فترات مشوارهم/ن التعليمي ، وعلى دورهم/ن في جعل المركز مفعما بالحياة .

شهادات صادقة قدمها أمام الحضور في اللقاء التواصلي ثلة من المستفيدات والمستفيدين من مركز دار الضمانة الذي يشرف عليها اداريا ، عبد الحميد قطبي ،الإطار الإداري بالمديرية الٌإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، وتسيره فعليا أم الجمعيات .