أولا: نذكر بأن الراية الأمازيغية ليست راية بديلة عن العلم الوطني المغربي، ولا تشكل بأي شكل من الأشكال تهديدا لوحدة البلاد أو رمزها السيادي.
بل هي راية ثقافية رمزية، تعبر عن هوية شعب أصيل في هذه الأرض، يشكل أحد الأعمدة التاريخية والحضارية للمملكة. الأمازيغ لم يكونوا يوما دعاة انفصال، بل كانوا في طليعة المدافعين عن وحدة هذا الوطن، في مقاومة الاستعمار، وفي بناء الدولة الحديثة.
ثانيا: إن محاولة شيطنة الراية الأمازيغية ووصمها بالانفصالية، هي انتكاسة خطيرة عن روح دستور 2011 الذي أقر، بشكل صريح، الطابع التعددي للهوية المغربية، واعتبر الأمازيغية مكونا أصيلا من مكونات هذه الهوية. فهل من المنطقي أن تجرموا ما أقره الدستور؟ وهل تعتقدون أن منع راية ثقافية سيكون سبيلا لتعزيز الوحدة الوطنية؟ إن هذا المنطق الإقصائي لا يخدم سوى دعاة الفتنة الحقيقيين، الذين لا يطيقون رؤية مغرب غني بتنوعه، موحد بتعدده.
ثالثا: إن الراية الأمازيغية ليست حكرا على جهة أو فئة أو تيار، بل هي رمز ثقافي جامع لكل أمازيغ العالم من سيوة إلى جزر الكناري ومن الساحل إلى الدياسبورا، وهي لا تعادي أحدا، بل تُعبر عن الوعي الجماعي للشعوب الأمازيغية التي تسعى للاعتراف والكرامة داخل أوطانها.
إننا نرفض بشدة أي توجه نحو مصادرة الرموز الثقافية والهوياتية، ونعتبر أن مثل هذا المقترح لا يخدم مصلحة الوطن، بل يعمق الجراح، ويخلق أزمات مجانية نحن في غنى عنها.
ان الدفاع عن الراية المغربية واجب دستوري والتزام طبيعي تجاه الوطن، لكن دون افتعال معارك ضد مكونات هذا الوطن.