تيسير الولوج إلى المعرفة عبر الفنون 


تيسير الولوج إلى المعرفة عبر الفنون 
 ندوة بالرباط تستكشف سبل تيسير ولوج الجمهور إلى أبحاث الهجرة والعلوم الاجتماعية
كان موضوع "العلوم الاجتماعية للجميع: الوساطة الثقافية و تعميم المعرفة" محور الندوة التي نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم الأربعاء 23 أبريل، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط. وأدارها ذ.رشيد العلوي (ستاذ العلوم الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة الكاثوليكية بباريس. وشارك في الندوة عدد من الباحثين البارزين، من بينهم:
مصطفى بلعبدي (جامعة الكيبيك – مونتريال، كندا)
سيباستيان كوكال (مدير متحف غرونوبل)
ميشيل بوي (جامعة محمد السادس، الرباط)
(المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا – CNRS) دافيد لوسو
سامية الشباني، صحفية والمنسقة العامة لجمعية Ancrages بمرسيليا
محمد  شارف ، أستاذ باحث بجامعة ابن زهر 
 
تمحور النقاش حول دور الوساطة الثقافية وتسهيل ولوج الجمهور العريض إلى الأبحاث السوسيولوجية حول الهجرة، وكيف يمكن إيصال نتائج هذه الأبحاث إلى العامة دون فقدانها لقيمتها العلمية،  ومراعاة مستويات التلقي لدى جمهور متنوع ، مع الحرص على  ألا تبقى حبيسة رفوف المكتبات الجامعية، حسب ما أشار إليه الأستاذ رشيد العلوي.
 
في مداخلته، تحدث مصطفى بلعبدي عن مفهوم التعميم (la vulgarisation) وضرورة مراعاة تنوع الجمهور عند تبسيط العلوم الإنسانية، موضحاً أن طرق التعميم تختلف حسب طبيعة المتلقي، كما طرح صعوبة التواصل مع جمهور متنوع المستويات المعرفية.
 
أما سيباستيان كوكال، فتناول تجربة المتاحف ودورها في تسهيل ولوج الجمهور الواسع إلى موضوع الهجرة، مشيراً إلى تجربة المتحف الوطني للهجرة بفرنسا. هذا المشروع الذي انطلق بمبادرة من رئيس الحكومة الأسبق ليونيل جوسبان، وتم تحقيقه في عهد جاك شيراك، ثم توقف خلال رئاسة نيكولا ساركوزي، قبل أن يُعاد إحياؤه في عهد فرانسوا هولاند.
 
وأشاد بالدور الذي لعبه إدريس اليزمي، مدير جمعية "جنيريك"، في تقديم المشروع  الترافع من أجل إنجازه  الحكومة الفرنسية رفقة جاك توبون. وقد تحولت البناية التي أنشئت عام 1931 لتخليد التاريخ الاستعماري إلى فضاء لعرض تاريخ الهجرة.
 
من جهتها، تحدثت سامية الشباني عن تجربة جمعية "إنكراج" في الوساطة الثقافية، وأكدت على أهمية خلق فضاءات لسرد مسار وتاريخ الهجرة، وأشارت إلى ضرورة تأسيس متحف يعكس هذه التجربة، كما عرضت بعض أنشطة الجمعية الإعلامية والعمل التشاركي مع الأطفال في فضاء الهجرة.
 
ميشيل بوي من المعهد الوطني الفرنسي، تحدث عن توظيفه للرسوم الكرتونية  (bande dessinée) لتبسيط نتائج أبحاثه حول الهجرة، واعتبر ذلك مبادرة شخصية تهدف إلى توسيع دائرة المهتمين بأبحاثه، وتقديمها بشكل مبسط يسهل فهمه من قبل مختلف فئات المجتمع.
 
كما تطرق ميشيل بوي، الأستاذ بجامعة محمد السادس بالرباط، إلى التحول الكبير الذي عرفه المتحف الوطني للهجرة بباريس، حيث انتقل من متحف تأسس عام 1931 لتمجيد الاستعمار إلى فضاء يروي تاريخ الهجرة في فرنسا منذ قرن تقريباً، لا سيما من البلدان المستعمَرة سابقاً. وأبرز مساهمة الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية ودورهم في محاربة النازية.
 
الأستاذ محمد الشارف تحدث عن تجربته في جامعة أكادير، مشيراً إلى الجهود التي بُذلت لإدماج موضوع الهجرة في الفضاء الأكاديمي، من خلال تأسيس شعب علمية وتنظيم مهرجان لسينما الهجرة الذي يعرض سنوياً حوالي 30 فيلماً حول هذا الموضوع. كما تحدث عن التحول الذي تعرفه أكادير من مدينة عبور إلى منطقة استقبال للمهاجرين، وكيف أصبح موضوع الهجرة جزءاً من اهتمامات الفاعلين المحليين والمنتخبين مذكرا بالجهود الترافعية التي أثمرت مصادقة مجلس جهة سوس ماسة سنة 2023 على إحداث متحف حول الهجرة بأكادير على الرغم التأخير المسجل في إنجاز هذا المشروع الهام حتى الآن..
 
وفي ختام الندوة، التي شهدت نقاشاً غنياً حول العلاقة بين البحث العلمي والوساطة في مجال الهجرة، أكد رشيد العلوي على أن من أدوار الباحثين الأساسية، والتي لم يُسلَّط عليها الضوء بما فيه الكفاية، هي تمكين الجمهور العريض من الوصول إلى نتائج الأبحاث من خلال مبادرات متنوعة، عُرض بعضها خلال هذه الندوة.