في إطلالاتنا على عالم الفايس بوك، تستوقفنا من حين لآخر بعض الإلماعات الجميلة لنخبتنا، من مفكرين وصحفيين ومبدعين وسياسيين، فنعمل على نشرها في "أنفاس بريس"، تعميما للفائدة.
واليوم يستوقفنا في مد البصر، انطباع لمواطن جعل من ضرورات ابنه وحاجياته، أمورا كانت تندرج في عرف الترفيه من منظور ثقافة الأمس لكنها أصبحت من ضرورات الأطفال في الاستيعاب المندمج المبكر، لمختلف مكونات نسيج محيطهم.
وباستحسان -تعبر عنه ابتسامة عريضة لموقعنا-ننشر تدوينة، أب الطفل يانيس من منطلق الاحتفاء بعلامة الضوء في ثقافة الآباء وفي تباشير الحداثة كذلك، في ممارسة الإدارة المغربية الحاضنة لحلم الأطفال في مغرب تحقيق الذات الفردية والجماعية.
في مساء البارحة، قمت بزيارة إلى مركز الوقاية المدنية بمدينة سلا الجديدة، رفقة طفلي يانيس ذي الثلاث سنوات، بهدف الاستفسار عن إمكانية قيامه بزيارة استطلاعية للمركز. وكان الدافع وراء هذه الزيارة رغبة يانيس العارمة وشغفه الكبير بكل ما يتعلق بسيارات الإطفاء والإسعاف والشرطة، بالإضافة إلى إعجابه العميق بكل من يرتدي الزي النظامي، وهي مشاعر بريئة صادقة ألهبت في قلبي الرغبة في تحقيق أمنيته.
وما إن أخبرته بمحاولة السعي لتحقيق هذه الأمنية، حتى بدت السعادة في عينيه الصغيرتين، وكأن العالم كله قد أصبح في متناوله. وعندما تلقينا الترحيب والموافقة من طرف مسؤولي المركز، كانت فرحته لا توصف – وصدقا، كانت فرحتي لا تقل عنها. لقد لمسنا عن قرب روح التواصل والانفتاح التي يتحلى بها القائمون على هذا المرفق الحيوي، وقدرتهم على الإنصات والتجاوب مع المبادرات البسيطة ذات الأثر الكبير في نفوس الصغار.
بهذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى رجال الوقاية المدنية بسلا الجديدة على أريحيتهم، وعلى تجسيدهم الصادق لمفهوم "الإدارة الجديدة" القائمة على الانفتاح، والتواصل الإيجابي مع المواطنين، مهما كانت أعمارهم.
لقد كانت هذه الزيارة أكثر من مجرد جولة، كانت درسا في أنسنة المرافق العمومية، ومناسبة لغرس حب المهن النبيلة في قلب طفل صغير، وحلم تحقق وسيبقى يتحقق، بفضل قلوب كبيرة تتمتع بحس بيداغوجي رفيع، قادر على نسج ألفة الصغار مع مختلف مكونات محيطهم المنتج للمعرفة والأمن، والسلامة للمواطنين.