هذه المبادرة التربوية النوعية جاءت لتعكس التزام النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بأدوارها التربوية والمجتمعية، إلى جانب دورها الدفاعي، وذلك عبر مواكبة المتعلمين وتيسير شروط نجاحهم الدراسي والمهني، في تنسيق تشاركي مع جمعية الآباء التي أكدت بدورها على أهمية التوجيه باعتباره حقا من حقوق المتعلم ورافعة أساسية لبلورة مشروعه الشخصي.
وقد شهد هذا اللقاء مشاركة نخبة من المستشارين المختصين في التوجيه التربوي، الذين أثروا أشغال الملتقى بمداخلات علمية وتوجيهات عملية شملت:
الأستاذ أحمد مومن الذي تناول موضوع الأقسام التحضيرية بعد الباكالوريا، مستعرضا شروط الولوج وأهم المسارات العلمية والمهنية التي تفتحها هذه الأقسام أمام المتعلمين.
الأستاذ يونس عبد ركز على دور التوجيه في بناء الكفايات العرضانية وتنمية المهارات الذاتية، مشددا على دور التوجيه في تحقيق توازن الشخصية وصقل قدرات التلميذ.
الأستاذ هشام أودادس قدم قراءة سيكوسيولوجية لعملية التوجيه، موضحا تأثير الأسرة، الوسط المدرسي، الأصدقاء، ووسائل الإعلام في صياغة اختيارات المتعلم.
الأستاذ عبد الرحيم جواح دعا من خلال مداخلته التلاميذ إلى بناء مشروع شخصي متزن ينبع من معرفة الذات وتقدير الإمكانات، بعيدا عن الاختيارات العشوائية أو الأحلام غير الواقعية.
وقد شكلت لحظة التفاعل والنقاش بين المتعلمين والمؤطرين لحظة قوية، حيث طرح التلاميذ تساؤلات تعكس وعيا متزايدا بأهمية التوجيه في صياغة قرارات دراسية ومهنية ناجحة.
واختُتم اللقاء بإجماع الحاضرين على أهمية هذه المبادرة التي بادر بها التنظيم النقابي بشراكة مع جمعية الآباء، مؤكدين على ضرورة استمرارية مثل هذه الملتقيات التوجيهية لتأمين مرافقة دائمة للتلميذ داخل المؤسسة وخارجها، وتعزيز ثقافة التوجيه كرافعة لضمان مستقبل أكاديمي ومهني أفضل لأبناء المدينة.