نوفل البعمري: ديماستورا.. إلتفاف على الحكم الذاتي "الحقيقي"

نوفل البعمري: ديماستورا.. إلتفاف على الحكم الذاتي "الحقيقي" نوفل البعمري
في الإحاطة التي قدمها ستافان ديماستورا لمجلس الأمن يوم 14 أبريل تنفيذا لقرار مجلس الأمن الصادر اكتوبر الماضي عدد 2756 كان لافتتً تأثير الموقف الأمريكي الذي عبَّر عنه وزير الخارجية الأمريكي الذي أعلن عن توجه بلاده لدفع العملية السياسية نحو الحل و الطي النهائي وفقاً لمقترح مبادرة الحكم الذاتي مطالبين بالتوجه نحو "مفاوضات" يُطرح فيها حكما ذاتيا سمته الخارجية الأميركية ب"الحقيقي"، و قد فسر جل المراقبين أن هذا التعبير الامريكي إعلان عن توجيه واضح لكي يتم إطلاق عملية سياسية واضحة تتأسس على مبادرة الحكم الذاتي مع تقديم تفاصيلها و عناصرها كأرضية للتفاوض.
 
لكن ما الذي قام به ستافان في إحاطته؟
ديماستورا في إحاطته و تفاعله أعلن عن ضرورة تقديم عناصر لحكم ذاتي "جاد" و هو بذلك اتجه نحو الإلتفاف على الخطاب الأمريكي و الموقف الذي تم التعبير عنه من طرف الخارجية الأمريكية، بالإنتقال من فكرة الحكم الذاتي الحقيقي إلى الحكم الذاتي الجاد!!
 
ستافان ديماستورا و هو يقدم هذا التوصيف فإنه لا يلتف فقط على الموقف الأمريكي بل على قرارات مجلس الأمن التي تصف الحكم الذاتي لكونه مقترحاً "جديا" يحضى "بالمصداقية"، و معلوم أنه في لغة الأمم المتحدة خاصة السياسية منها فإنه لا تُستعمل توصيفات بشكل اعتباطي خاصة لح تقديم تقارير و إحاطات لمجلس الأمن، و ديماستورا بالتوصيف الذي قدمه يكون قد اتجه نحو المس بواحدة من أهم المكاسب التي حققها المغرب على مستوى مضامين القرارات الأممية و التوصيات الصادرة عن مجلس الأمن كذا التقارير التي يقدمها الأمناء العامون قبيل مناقشة الملف أمام مجلس الأمن.
 
هل نحن أمام تحايل لغوي؟
و هل نحن أمام سقطة سياسية و قانونية لديماستورا؟
يبدو أن المبعوث الأممي لم يتقبل أن يكون الحل الذي تتجه الأمم المتحدة لم يكن له نصيب في الدفع به، بل التحركات التي كان يقوم بها سابقاً كلها كانت موسومة بالفشل السياسي، فلا هو استطاع أن يستثمر "خبرته" في سوريا لكي يساهم في حلحلة الملف إنسانيا، و لا هو استطاع أن يطرح الوضع الإجتماعي و الإقتصادي و نقص الغذاء داخل المخيمات مما بات يهدد المخيمات بمجاعة خطيرة و مسؤولية النظام الجزائري عن ذلك، و لا هو استطاع أن يدفع في اتجاه أن تقوم مفوضية غوث اللاجئين بمهامها الكاملة…و لا هو حقق تقدماً سياسياً في العملية التي توقفت عن سلفه و حيث انتهت جنيف1 و جنيف2، أمام هذا الفشل السياسي و الإنساني لديماستورا يبدو أنه يتجه نحو الإلتفاف على ما طرحته الولايات المتحدة الأمريكية و يتجه نحو أن يفشل الحكم الذاتي كمفتتح مغربي يحضى بالإجماع الدولي، و تعتبره الأمم المتحدة هو المقترح الوحيد الذي يحضى " بالواقعية، الجدية، المصداقية" و يستجيب للمعايير التي وضعتها و حددتها سياسياً و قانونياً لطي هذا النزاع.
 
ديماستوزا عندما يطالب المغرب من الآن أن تنتقل من مقترح الحكم الذاتي إلى حكم ذاتي "جاد" و يطالب بتقديم عناصر هذا الحكم الذاتي "الجاد" هو يدفع بدون أي شك نحو تفجير المقترح المغربي و إجهاضه، لأن العناصر التي يمكن أن يقدمها المغرب لا يمكن أن تكون إلا بعد حسم خيار الحكم الذاتي و قبوله كأرضية للتفاوض كن طرف باقي الأطراف خاصة الطرف الأساسي النظام الجزائري، أما أن يقوم المغرب اليوم وفقاً لمطلب ديماستورا بتقديم عناصر المبادرة و تفاصيلها من الان دون بعث العملية السياسية و دون التقدم فيها و إحياءها، فهو تهديد مباشر لإفشال الورقة المغربية و العودة بالملف لنقطة الصفر.
 
المغرب يجب أن يكون حذراً مع ما يطرحه ديماستورا و ما سيطرحه في الثلاثة أشهر مقبلة، و إذا كان للمغرب أية عناصر للحل و تفاصيله يجب طرحها لمجلس الأمن و مع حلفاءه على رأسهم أمريكا و فرنسا.