عزيز الداودي: نهضة بركان تنتصر بالرباعية على فاشية عسكر الجزائر

عزيز الداودي: نهضة بركان تنتصر بالرباعية على فاشية عسكر الجزائر عزيز الداودي

بالرغم من ان مباراة نهضة بركان مع شباب قسنطينة برسم النصف النهائي لكأس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم هي في الاصل منافسة رياضية شريفة الغاية الأساسية منها هي التقارب بين الشعوب وتوطيد اواصر الإخوة بين شعبين يجمعهم التاريخ والجغرافيا ويوحدهم الدين والعادات ومختلف مظاهر الحياة العامة . بمعنى ان مصير الشعوب المغاربية هو مشترك .الا انه مع ذلك استغلت الطغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر هذه المبارة لصب المزيد من الزيت على النار عبر تسخير الاعلام الرسمي العمومي لتكون مجرد مبارة في كرة القدم هي بمثابة حرب تستوجب العدة والعتاد لمحاربة عدو خارجي ليس بفرنسا ولا باسرائيل بل بجار اسمه المروك اقض مضجع الكراغلة وحرمهم من النوم وزاد من عزلتهم الداخلية والخارجية .

حفاوة استقبال انصار شباب قسنطينة بمطار وجدة انجاد لم تكن في حسبان الشنقريحة الذي صرف أموالا طائلة من خزينة الدولة وتكلف بمصاريف تنقل الفريق الجزائري واقامته .لكن الفريق البركاني كان بالمرصاد فوت على الطغاة فرصة استغلال مجرد مبارة لا تعدو ان تكون مبارة لكرة القدم وفاز برباعية نظيفة رسم من خلالها مراسم القصيدة الشعرية الرائعة لعمر الخيام والتي غنتها له فقيدة الطرب العربي ام كلثوم.ليعيد كتابة التاريخ وليذكر عسكر الجزائر بتاريخ سوف يبقى منقوشا في الذاكرة الجماعية ولن يستطيع احد محوه .تاريخ يؤرخ لاحتضان ضيعة بلحاج ببركان للقاء تاريخي جمع بين بن بلة بصفته زعيما لجيش التحرير وبين نيلسون مانديلا فقيد حركة التحرر بافريقيا وذلك من أجل توفير الدعم المادي واللوجيستيكي للجزائر كي تنال استقلالها. هكذا هم المغاربة وهكذا هي قبيلة بني زناسن الممتدة على اطراف جبال الجهة الشرقية لا تنكر معروفا وتمتن لكل جميل. صدرها رحب يتسع لكل ضيوف سهولها وواحاتها وجبالها.وتاريخها حافل بمواجهة المستعمر الفرنسي . ولسنا بحاجة للتذكير بأن اقدم جمجمة اكتشفت بتافوغات مع ما يعنيه من رمزية الرأس الكبير الذي يحوي كل كبيرة وصغيرة ويستوعب جيدا دروس التاريخ التي يغفلها شنقريحة وامثاله.

هي اذن ضربة موجعة لثالوث محرم .اوليغارشيا. عسكر. مخابرات. والاكيد ان هذا الانتصار سيكون له ما بعده ليس بالنسبة للعسكر بل للشعب الجزائري الشقيق الذي سيستفيق من سباته العميق ليطرح السؤال العريض الى اين نمضي بعداوتنا مع المغرب.