البروفسور عبد القادر التونسي: هرم حي يرزق في 20 أبريل 2025

البروفسور عبد القادر التونسي: هرم حي يرزق في 20 أبريل 2025 البروفسور عبد القادر التونسي بأبتسامته الخالدة وبرفقته الدكتور أنور الشرقاوي
إن تكريم أستاذ في حياته عمل واجب ، لا يضاهيه في السمو سوى الاعتراف بفضله وهو بيننا وهو حي يرزق يعيش حياته في هدوء في يوم 20 أبريل 2025.

بكل احترام وامتنان، نوحّد اليوم أصواتنا – صوت الدكتور أنور الشرقاوي، التلميذ السابق، وصوت البروفيسور محمد برطتل، الزميل والتلميذ الوفي – لنحتفي، في هذا اليوم 20 أبريل 2025، بمسيرة رجل استثنائي ما زال بيننا، الأستاذ عبد القادر التونسي.

أنا، الدكتور أنور الشرقاوي، التحقت بكلية الطب والصيدلة بالرباط سنة 1978.
كان لي الشرف أن أتلقى دروسًا على يد الأستاذ عبد القادر التونسي، وأن أتابع تدريبي الجراحي داخل مصلحته.
دائمًا ما كنت ألجأ إلى هذا الأستاذ الكبير كلما احتجت شهادة أو رأيًا في مجال الإعلام الطبي، وهو المجال الذي كان يثير شغفي.

رغم تواضعه وابتعاده عن الأضواء، كان يشعر بولادة موهبة ويشجعني بصمت.

كم مرة حظيت بفرصة الحوار معه، وكم أتمنى له طول العمر، لهذا الركن الثابت في طبنا الوطني.

كتب البروفيسور محمد برطال: «يا له من امتياز أن نكرّم أستاذًا حيًّا، نسمع صدى عطائه في كل ركن من مستشفياتنا».
ويضيف:
«أعتقد أن من المفيد لزملائنا الشباب، بل ولكثير من الأطباء، أن يتعرّفوا على رواد الطب والتعليم الطبي في بلادنا، من خلال الجمعيات العلمية».
وهذا هو الهدف من كتابتنا لهذه السطور.

ما يصفه البروفيسور برطال بشغف، هو أستاذ كان أكثر من مجرد مكوّن أكاديمي.
«لم يكن مجرد أستاذ، بل كان موجّهًا، مرشدًا، بوصلة الأطباء الشباب في بلاد لم تكن تعرف الطرق السيارة بعد، وكان كمنارة تنير درب المبتدئين في الطب والجراحة!»

منذ أكثر من ستين سنة، وقبل أن تصبح كلية الطب بالرباط ما هي عليه اليوم، التقى أحد الأطباء الداخليين الشباب بالدكتور عبد القادر التونسي، الذي كان آنذاك في بداية مشواره المهني بمستشفى ابن سينا.
سيصبح لاحقًا أول أستاذ في الجراحة بالمغرب، إلى جانب عمالقة أمثال الراحلين الدكاترة بربيش، مسّواك والعراقي.

«كنت أول أستاذ لي في الطب والتعليم»، يكتب البروفيسور برطال، متذكّرًا كيف كان الأستاذ التونسي يناديه بمحبة "الطائر الأزرق".

وهو لقب يعكس، كما يقول، تقديرًا لطريقة تميّزه في الهدوء أو النشاط رغم المظهر الهادئ.

ورغم ما تلقاه من عروض ومناصب، لم يسعَ الأستاذ التونسي يومًا وراء الألقاب أو المناصب العليا.

ظل وفيًّا للمستشفى العمومي، ولرسالته في التعليم والعلاج.

«بفضل أخلاقكم ومهنيّتكم، ساهمتم في تكوين أجيال من الأطباء والجراحين الذين يحملون لكم كل الحب والتقدير»، يؤكد البروفيسور برطال

يا أستاذنا العزيز، حكمتكم لم تعمِ أحدًا، بل أنارت العقول.
وتربيتكم لم تُثقل أحدًا، بل أطلقت الطاقات.
صرامتكم كانت دائمًا ممزوجة بالرحمة، بروح الدعابة، وباحترام راسخ للإنسان.

«كنتم نحاتًا للعقول، وصانعًا للرسالات، وحرفيًا في تشكيل التميز»، يخطّ البروفيسور برطال.

إليكم، الأستاذ عبد القادر التونسي، رمزًا حيًّا للتواضع والعظمة والانضباط، نقول: شكرًا.
شكرًا على إخلاصكم، صبركم، وثباتكم.
شكرًا لأنكم زرعتم بذور طب مغربي إنساني، صلب ومتواضع في آن.

وفي 20 أبريل 2025، وأنتم بيننا، نرجو أن يُخلّد اسمكم – حيًّا – في جنبات المركز الاستشفائي الجامعي الجديد بالرباط، كرمز للتقدير المستحق من الجسم الطبي ومن الوطن كله.

«كل الشكر والعرفان من أعماق القلب، مع خالص دعائنا بتمام الصحة وطول العمر»،

البروفيسور محمد بارتال
تلميذكم الممتن دومًا.

وأنا، الدكتور أنور الشرقاوي، أضم صوتي لهذا التكريم، محييًا الأستاذ، الجراح، والإنسان... الدليل، والرمز، والنصب الحيّ لطبّنا المغربي.