ماهي الفحوصات الإشعاعية التي ترافق نمو أطفالنا؟

ماهي الفحوصات الإشعاعية التي ترافق نمو أطفالنا؟ الدكتور أنور الشرقاوي والدكتور بومهدي بونهير
بقلم الدكتور أنور الشرقاوي بتعاون مع الدكتور بومهدي بونهير – طبيب اختصاصي في الأشعة
في عالم طبي يشهد تطورًا مستمرًا، تبقى الفحوصات الإشعاعية أدوات ثمينة لمتابعة نمو الأطفال وصحتهم العامة.
لكن، متى نلجأ فعليًا إلى هذه الفحوصات خلال مراحل الطفولة والمراهقة؟
وما هي الفحوصات المفيدة، غير المؤذية، والتي تقدم معلومات تشخيصية دقيقة؟
فالأمر لا يتعلق بإخضاع كل الأطفال لسلسلة من الفحوصات بشكل عشوائي، بل باتباع منهج عقلاني، يستند إلى الحس الطبي السليم، والسياق العائلي، وخبرة الأطباء.
 
1. العمر العظمي :
تصوير الزمن وهو يمضي
يبقى تصوير اليد والرسغ الأيسر بالأشعة السينية المرجع الأساسي لتقدير العمر العظمي.
يساعد هذا الفحص على تقييم مرحلة نضج الهيكل العظمي، خاصة في حالات تأخر النمو، أو البلوغ المبكر أو المتأخر.
بين سن 6 و15 عامًا، يمكن أن يوجّه هذا الفحص نحو تدخل طبي دقيق في مجال الغدد أو طب الأطفال.
 
2. الجنف والانحناءات الفقرية:
مراقبة العمود الفقري خلال فترات النمو السريع
خلال المراهقة، خصوصًا لدى الفتيات، قد يظهر الجنف دون أعراض واضحة.
تصوير العمود الفقري بالأشعة يكشف الانحراف، ويتابع تطوره، ويساعد في اتخاذ القرار بشأن التدخل العلاجي أو التقويمي.
إجراء بسيط، لكن بفعالية وقائية عالية.
 
3. الآلام المفصلية ليست دائمًا عابرة 
عند شكوى الطفل من آلام مفصلية متكررة، يُنصح بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكوغرافيا) للوركين أو المفاصل الكبرى.
يمكن للصورة أن تكشف عن انصباب مفصلي، أو التهاب، أو أمراض مرتبطة بالنمو.
فحص سريع، آمن، ودون إشعاع.

4. التصوير البطني والحوضي بالأمواج فوق الصوتية: فحص أساسي عند الشك 
في حالات اضطرابات البول، أو آلام البطن المزمنة، أو خلل في البلوغ، يكون هذا الفحص هو المفتاح الأول للكشف عن تشوهات كلوية، أو كتل مبيضية، أو أمراض هرمونية.
فحص بسيط وغني بالمعلومات التشخيصية.
 
5. تصوير الصدر: لقطة عند الحاجة، لا روتين ثابت 
يجب أن يظل تصوير الصدر بالأشعة فحصًا موجّهًا.
في حالات خاصة مثل الالتهابات المتكررة، أو الاشتباه في تشوهات قلبية أو أمراض رئوية، يقدّم هذا الفحص أجوبة فورية.
لكن لا يجوز استخدامه بشكل روتيني دون مبرر طبي.
 
6. الرنين المغناطيسي الدماغي : عندما تدق الأعراض ناقوس الخطر 
الصداع المزمن، أو تأخر البلوغ، أو تباطؤ النمو غير المفسّر، قد تستدعي فحصًا دقيقًا للدماغ، خاصة منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية.
دون استخدام الأشعة، يسمح هذا الفحص برؤية البنى الحيوية المسؤولة عن التوازن الهرموني والعصبي.

7. تقويم الأسنان: رؤية تتجاوز حدود الأسنان 
قبل تركيب جهاز تقويم الأسنان، يعتبر كل من التصوير البانورامي وتصوير الجمجمة الجانبي أدوات أساسية.
تساعد في تقييم الأسنان غير الظاهرة، ونمو الفكّين، وبنية الوجه.
ابتداءً من عمر 8-9 سنوات، يمكن لهذا الفحص أن يجنّب الكثير من المشاكل مستقبلاً.
 
8. قلب الطفل يستحق نظرة بالموجات فوق الصوتية أيضًا 
نفخة قلبية، إغماءة، أو خفقان لا يجب إهمالها.
الإيكوكارديوغرافيا تسمح برؤية حركة القلب الحيّة، وكشف أي تشوهات خلقية محتملة، أو طمأنة الأهل في حال عدم وجود خلل.

9. قياس كثافة العظام: فحص مخصص لحالات معينة 
يُستخدم هذا الفحص لتقييم صلابة العظام، خاصة في حالات الأمراض المزمنة، أو الاستخدام الطويل للكورتيزون، أو تأخر النمو الشديد.
ليس فحصًا روتينيًا، لكنه قد يكون ضروريًا في بعض الحالات.
الصور الطبية: أدوات لخدمة نمو سليم ومتوازن 
إن اللجوء إلى الفحوصات الإشعاعية عند الأطفال يجب أن يكون قرارًا طبيًا مدروسًا، لا إجراءً تلقائيًا.
يجب أن تسهم في تأكيد شكّ طبي، أو إثبات تشخيص، أو توجيه علاج مناسب.
وفي مسيرة الحرص على صحة أطفالنا، يحتاج الآباء إلى معلومات واضحة، وطمأنة صادقة، ومرافقة إنسانية.
أما الأطباء، فعليهم أن يتحلّوا بالحكمة، وأن يضعوا مصلحة الطفل في قلب كل قرار يتخذونه.