رواية عزيز مطيع تفضح جنرالات الجزائر والبوليساريو في معرض الكتاب بالرباط

رواية عزيز مطيع تفضح جنرالات الجزائر والبوليساريو في معرض الكتاب بالرباط الكاتب والشاعر عزيز مطيع ومؤلفه الجدديد
رواية جديد موسوم ب "صحراء في قلبي وسماء في عينيك" التي تفضح لأول مرة في تاريخ الأدب العربي جنرالات الجزائر والبوليساريو بأسمائهم الشخصية وبأحداث واقعية، تتعلق بنهب الجنرال شنقريحة وعائلته للمساعدات الدولية إلى تعذيب أبناء وسكان المخيمات بتندوف وقتلهم، علاوة عن فضائح أخرى واقعية.
 
 رواية الكاتب والشاعر عزيز مطيع، التي ستعزز رفوف الخزانة والمكتبات الوطنية، ستكون حاضرة بالمعرض الدولي بالرباط الممتد من 17 إلى 27 أبريل 2025.
 
إليكم مقطع من الرواية:
 
"... في إحدى الشقق الفخمة بالدائرة السادسة عشرة من باريس، تلك التي كانت تبدو وكأنها معقل للترف والاسترخاء، اجتمع قادة جبهة البوليساريو حول طاولة مستطيلة من خشب البلوط الثقيل. الشقة التي تطل على مشهد خلاب لنهر السين لم تكن سوى غطاء لعالم مليء بالمؤامرات والخطط الخفية. كان الجو داخل الغرفة مشحونًا بالتوتر، والخطابات التي ألقيت في البداية كشفت عن هشاشة الحاضرين أكثر مما كشفت عن قوتهم.
الشقة لم تكن كسائر الشقق الباريسية. جدرانها كانت مطلية باللون البيج، لكن آثار العفن بدت واضحة في الزوايا، وكأنها تُذكر الحاضرين بأن خلف هذه الفخامة الظاهرية، هناك تآكل داخلي لا يمكن إخفاؤه. الستائر المخملية الثقيلة ذات اللون الكستنائي تحجب الضوء الطبيعي عن المكان، مُحدثة شعورًا بالكآبة. مكتبة ضخمة في الزاوية تعج بكتب السياسة والجغرافيا، معظمها عن الصحراء وقضايا النزاعات الإقليمية، لكنها لم تكن سوى ديكور خادع في غرفة مخصصة للحديث عن المصالح الذاتية.
كان بن بطوش زعيم الجبهة أول الداخلين. كان رجلًا طويل القامة، بشعر أبيض متناثر كأنه أعشاب جافة، ووجه مليء بالتجاعيد التي تحكي عن حياة مليئة بالمكائد. كان يرتدي معطفًا رماديًا باليًا وحذاء جلديًا لامعًا يُبرز مفارقة بين محاولاته الحفاظ على مظهر القوة ووهنه الداخلي.
تبعه محمد سالم ولد السالك، الذي كان يحمل حقيبة جلدية سوداء، وكأنها تحتوي أسرار الجبهة بأكملها. ولد السالك، المعروف بدهائه السياسي، كان رجلًا متملقًا ذا عينين دائمتي الحذر. إلى جانبه خطري أدوه، الذي بدا عليه التململ وهو يمسح قطرات العرق من جبينه بقطعة قماش مهترئة، مما أعطى انطباعًا عن قلق دفين.
جلس الجميع حول الطاولة، وكانت البداية بصوت بن بطوش الذي كسر الصمت بلهجة صارمة:
- أيها الإخوة، لا أحتاج إلى تذكيركم بأن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. زخمنا الدولي يتراجع، ودعمنا المالي بات مشروطًا، والمغرب يجني ثمار استراتيجيته الذكية.
تدخل خطري أدوه بقليل من الارتباك:
- لكن الدعم الجزائري ما زال مستمرًا. لديهم مصلحة في بقائنا على الساحة، ولن يخذلونا الآن.
ابتسم ولد السالك بسخرية وقال:
- الدعم الجزائري؟ تقصد تلك الأموال التي بالكاد تكفي لتغطية مصاريف اجتماعاتنا هنا؟ أم تقصد المساعدات التي تُرسل للمخيمات ولا تصل أبدًا إلى مستحقيها؟ هؤلاء الجزائريون الأغبياء لا يفهمون أنّهم إذا لم يقدموا لنا الدعم الكافي للاستحواذ على الصحراء فسوف نقيم دولتنا هنا على أرضهم..
عند هذه النقطة، تدخل ولد داداه، والد سارة، بصوت منخفض لكنه حازم:
- دعونا من المزاح.. الوضع في المخيمات بات لا يحتمل.. السكان هناك فقدوا الثقة بنا تمامًا. يسمعون عن حياتنا هنا في باريس، عن الاجتماعات التي تُعقد في الشقق الفاخرة والسيارات التي نركبها، بينما يعيشون تحت الخيام، يعانون من الجوع والبرد والقهر. هناك احتجاجات يومية، ومطالبات برفع التهميش وإيجاد حل سريع.
كان الحديث عن مخيمات تندوف يزداد حرارة، ذلك المكان المنسي في أقصى الجنوب الغربي للجزائر، كانت أشبه بسجن مفتوح. الخيام المهترئة تصطف في صفوف غير منتظمة، تفصل بينها ممرات ضيقة مغطاة بالغبار. النساء يجلسن أمام النار يطهون على مواقد بدائية، بينما الأطفال يركضون حفاة في الأرجاء، يتقاذفون كرة مصنوعة من الأقمشة القديمة.
الشيوخ، بوجوههم التي نحتها الزمن، يجلسون بصمت تحت أشجار الأكاسيا القليلة التي توفر ظلًا خفيفًا، وكأنهم ينتظرون شيئًا لن يأتي أبدًا. في الليل، عندما تهب الرياح الباردة، يتجمع الجميع حول نار صغيرة، يتهامسون عن الأمل المفقود وعن وعود القادة التي لم تتحقق قط.
كانت هذه هي حالة المخيمات التي قُدِّر لها أن تخلد نصف قرن من الزمن في ذلك الثلث الخالي من الصحراء، في الوقت الذي تحولت فيه مدن الصحراء المغربية إلى جنان تضاهي كبريات المدن الصحراوية العالمية...  " 
ملاحظة: موعد حفل توقيعات الكاتب والشاعر عزيز مطيع يوم السبت 19 أبريل 2025، ابتداء من الساعة 15h00   بالمعرض الدولي بالرباط... رواق مؤسسة "أفرا للدراسات والأبحاث والنشر" .