إصدار جديد يرصد رهانات السمارة في قلب الصحراء المغربية

إصدار جديد يرصد رهانات السمارة في قلب الصحراء المغربية مدينة السمارة مجال واعد يحمل في طياته رصيدا حضاريا غنيا وآفاقا سياسية استراتيجية
صدر حديثاً مؤلف جماعي باللغة الفرنسية يحمل عنوان "السمارة، المدينة والمجال الترابي بالصحراء الداخلية: الموروث والرهانات السياسية"، من توقيع الأكاديميين أحمد بلقاضي ومحمد بنعتو، عضوي فريق الدراسات والأبحاث حول المجال والمجتمعات بالجنوب، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير – جامعة ابن زهر، إلى جانب الباحث مليح عبد اللطيف.
 
يندرج هذا الكتاب ضمن مشروع بحثي طويل الأمد انطلق قبل سنوات عديدة، يسلّط الضوء على الجنوب المغربي بوجه عام، وعلى الصحراء المغربية بوجه خاص. 

وقد أسفر هذا المشروع عن سلسلة من الإصدارات، كان من أبرزها كتاب "المغرب الأفرو-أطلنتي: التكامل الإقليمي والانفتاح الدولي"، الذي فتح النقاش حول الأدوار المتقدمة التي باتت تلعبها الأقاليم الصحراوية كجسر استراتيجي نحو العمق الإفريقي والمحيط الأطلسي.
 
ويرصُد هذا العمل الجديد التحولات العميقة التي تشهدها الصحراء المغربية، خاصة في ظل التوسع العمراني والبناء الترابي الذي جعل من العيون والداخلة قطبين تنمويين بارزين. وفي خضم هذه التحولات، بدأت الصحراء الداخلية تبرز كفضاء جديد في طور التشكل، تتبلور هويته حول مدينة السمارة التي تتأهب للاضطلاع بدور محوري في المعادلات التنموية والجيوسياسية المقبلة.
 
كما يبرز الكتاب أهمية السمارة كمنطقة مرشحة للعب دور استراتيجي متزايد، في سياق إقليمي سريع التغير، ومع انطلاق تنفيذ المبادرة المغربية الأطلسية التي تهدف إلى خلق ممرات اقتصادية جديدة نحو دول الساحل الإفريقي عبر المحيط الأطلسي.
 
ويتوزع مضمون الكتاب على خمسة محاور رئيسية، تتناول السمارة من زوايا متعددة: كمجال روحي وتاريخي، وكقطب حضري صاعد، وكحلقة مركزية في قضايا الحدود والفعل السياسي، وأخيراً كفاعل جيوستراتيجي محتمل في ضوء التحولات الدولية والإقليمية.
 
 ويُعد هذا الإصدار مساهمة نوعية في النقاش الأكاديمي حول راهن ومستقبل الصحراء المغربية، ويقترح مقاربة متعددة الأبعاد لمدينة السمارة كمجال واعد يحمل في طياته رصيدا حضاريا غنيا وآفاقا سياسية استراتيجية.