شرعت جريدة "أنفاس بريس" في نشر حلقات تهتم بمجال التربية والتكوين، من إنجاز فاطمة الزهراء حجي وهي أستاذة وكوتش مدرسي تخصص توجيه مدرسي، ولديها دكتوراه تخصص علم النفس المعرفي.
الحلقة الثانية: الأبناء بين الرعاية و التربية
تعد التربية مسؤولية كبيرة و أمانة يحملها الوالدان بشكل فطري و طبيعي، كما حمل الإنسان على أمانة الاستخلاف في الأرض، وذلك لأن الأدوار الاجتماعية للأب و الأم لا تقف عند رعاية الأبناء من توفير المسكن و المأكل و الكسوة و أداء واجبات التمدرس و الأنشطة و الأسفار..
بل تتعدى كل هذا بكثير لأن هذه الخطوة الأولى في عملية التربية الوالدية ألا و هي الرعاية، و هي واجبة على الوالدين حسب الاستطاعة المادية و المستوى الاجتماعي؛ فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته. وأفضل دينار(درهم) ينفقه الرجل ينفقه على عياله(أبنائه). (حديث نبوي شريف)
أما التربية و كما فصلنا في الحلقة السابقة فهي أعمق بكثير من مجرد إنفاق المال و التواجد داخل البيت من دون أية قيمة مضافة، أي عوض اللعب مع الأبناء و التحاور معهم و تفحص كتبهم و التأكد من مستواهم الدراسي، تنشغل الأغلبية الساحقة بهواتفهم و شاشات المباريات و الأفلام ومواقع التواصل في العالم الأزرق، التي أسميها أنا مواقع التواصل الإجتماعي و التفكك الأسري !!!
فيجب أخذ الحيطة والحذر من السقوط في فخ الرعاية و التوقف عندها دون الغوص في واجبات التربية الوالدية الإيجابية و المتحضرة المعتمدة على مبدأ الاحترام لا الخوف، والتي تهدف إلى احترام الأدوار داخل البيت و التمتع بالحقوق الكافية دون إغفال كل الواجبات سواء للأب أو الأم و حتى الأبناء فهم مقيدون بواجبات كثيرة أهمها بر الوالدين و احترام و تقدير المعلمين و الأساتذة و المدرسة عموما قبل التحدث عن حقوقهم !!!
نصيحتي الأخيرة أولا للوالدين إسألوا أنفسكم في جلسة مع الذات: هل أنتم تربون فعلا أم تقتصرون على الرعاية؟
و للأبناء هل أنتم تقومون بواجباتكم برقي قبل المطالبة بحقوقكم ؟