المغرب وإيرلندا.. فرص واسعة لشراكة اقتصادية مفيدة للطرفين

المغرب وإيرلندا.. فرص واسعة لشراكة اقتصادية مفيدة للطرفين علما المغرب وإيرلندا
أكد غير كوربيت، المدير العام لمنطقة ساندفورد للأعمال (Sandyford Business District)، إحدى أبرز المناطق الاقتصادية في إيرلندا، أن هناك فرصًا واسعة لشراكة اقتصادية متبادلة النفع بين المغرب وإيرلندا.

وأوضح كوربيت، الذي زار المغرب مؤخرًا على رأس وفد من رجال الأعمال، في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف الرئيس من هذه المهمة كان وضع أسس لتعاون طموح بين قطبين اقتصاديين يشهدان نمواً متواصلاً، وهما "القطب المالي للدار البيضاء" (Casablanca Finance City) ومنطقة ساندفورد للأعمال الواقعة جنوب العاصمة الإيرلندية دبلن.

وأشار كوربيت إلى أن هذه الزيارة كشفت عن تقارب كبير في الرؤى بين المغرب وإيرلندا في ما يخص التنمية الاقتصادية، وهو ما تُرجم بتوقيع مذكرة تفاهم بين CFC وSBD.

وأشاد كوربيت بـ"الاستثمار المذهل للمغرب في البنيات التحتية والابتكار والتعليم"، مؤكداً أنه لاحظ خلال زيارته للمغرب "رؤية واضحة لعقود قادمة"، وأن الطموحات المغربية تتجاوز بكثير التظاهرات الكبرى المقبلة مثل كأس العالم 2030، مضيفا أن المشاريع الكبرى التي يتم تنفيذها حالياً في المغرب تُعد محركات حقيقية للنمو.

ولم يُخفِ إعجابه بالموقع الاستراتيجي للقطب المالي للدار البيضاء، معتبراً إياه مركزاً مالياً يشق طريقه بثقة على الساحة المالية الإفريقية والعالمية.

وقال في هذا السياق: "CFC سيصبح فاعلاً عالمياً في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أن فريق القيادة في القطب المالي للدار البيضاء يتمتع بـ"خبرة واسعة ورؤية استراتيجية واضحة".

ورغم أن ساندفورد والدار البيضاء توجدان في مراحل مختلفة من التطور، إلا أن مساريهما يندرجان في منطق التكامل، حيث يمكن للطرفين الاستفادة من تجاربهما المتبادلة، خصوصاً في مجالات تطوير وجذب الاستثمارات، حسب تعبيره.

وعن القطاعات المؤهلة أكثر لتعاون اقتصادي أعمق بين المغرب وإيرلندا، ذكر كوربيت قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech)، خصوصاً بعد استحواذ مجموعة HPS المغربية على شركة CR2 الإيرلندية، مشيراً إلى أن تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية تُعد كذلك مجالات واعدة.

في هذا السياق، أشار إلى أن استخدام التكنولوجيا في تحديث المدن يُمثل أيضًا مجالًا واعدًا للتعاون بين البلدين، إلى جانب مجالات أخرى مثل التكنولوجيا الزراعية (AgriTech)، الصناعة، البناء والسياحة.

واحتل التعليم مكانة محورية في المحادثات، خاصة مع الجامعة الدولية للرباط (UIR)، الشريك الأساسي في توسيع برنامج "إيراسموس" ليشمل الطلبة المغاربة.
كما أشاد المدير العام لـ SBD بالمستوى العالي في مادة الرياضيات في المغرب وبالطلاقة في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهي مزايا تعزز فرص الشراكات الأكاديمية والمهنية بين البلدين.

وأكد كوربيت أن السوق المغربية ليست هي الوحيدة التي تهم المستثمرين، بل إن الموقع الاستراتيجي للمملكة كبوابة نحو القارة الإفريقية يُثير اهتمامًا متزايدًا من قبل الفاعلين الاقتصاديين في إيرلندا. وقال: "مع تموقع استراتيجي في إفريقيا ووجود خزان من الكفاءات الجامعية، في وقت تواجه فيه أوروبا تراجعاً ديموغرافياً، فإن المغرب لديه الكثير ليقدمه لعالم الأعمال في إيرلندا".

ولتحقيق هذا الإمكان، دعا إلى "رواية قصة المغرب لجمهور أوسع"، مقترحاً تنظيم جولة ترويجية (Roadshow) في إيرلندا من قبل مؤسسات مثل CFC وAMDIE لعرض الفرص الاقتصادية المتاحة في المملكة على الشركات الإيرلندية.

وفي ختام تصريحه، أشار كوربيت إلى أن هذه أول بعثة إيرلندية تزور المغرب، وقد تمحورت حول أهداف واضحة، من بينها تعزيز التعاون المؤسسي بين CFC وSBD، وتبادل أفضل الممارسات في مجال الحكامة، وتشجيع التآزر بين الشركات والجامعات والمستثمرين والفاعلين العموميين، بالإضافة إلى تعزيز الرؤية الدولية لهذين النظامين الاقتصاديين أمام المواهب والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

تجدر الإشارة إلى أن منطقة ساندفورد للأعمال تضم أكثر من 1000 شركة ويعمل بها 26 ألف مهني، مما يجعلها من المحركات الاقتصادية لإيرلندا، حيث تتخصص في قطاعات التكنولوجيا والمالية والابتكار. ومن شأن التقارب بين SBD وCFC، الذي تم تأطيره من خلال مذكرة تفاهم، أن يُمكّن المغرب وإيرلندا من إرساء دعائم شراكة مستقبلية تقوم على الابتكار والاستدامة.