اليوم ظهر لي في "الفيس بوك" مقطع لعمل فني مغربي لا أعرف جنسه، تمثل فيه راقصة مغربية معروفة، كل المعلقين عليه يسبون فيها وفي العمل وفي كل المشاركين فيه دون استثناء.
لا أعرف من هذا الغبي الذي أدخل أول مرة هذه العادة في الفن، فاختلط التافهون بالممثلين الحقيقيين، وأصبح الجمهور لايفرق بين هؤلاء وأولئك، ليصب جام غضبه عليهم كلهم دفعة واحدة دون تمييز، وهذا حقه طبعا لأن نظرته السلبية لذاك أو تلك التي كان يحاسبها ويحتقرها بسبب محتواها التافه والساقط في قناتها، أصبحت تظهر له فجأة على شاشة التلفزة أو السينما، فحتى لو لعبت أمامه دور رابعة العدوية، فسيحتقرها ويحتقر من معها أيضا.
فبسبب عدم وقاية الفن من عدوى التلوث هذا، اختلطت لدى الجمهور تفاهة "التيك توك"...بالتلفزة والسينما وأصبحت نظرته إليهما هي نفس نظرته إلى تلك المنصات، مادام يجد نفس أولئك الذي يصنعون التفاهة هنا وهناك، والسبب في ذلك أصحاب الفن أنفسهم، الذين انتصروا لثقافة التكبيس على حساب الفن.