هل يجب أن نخاف من الفحوصات الإشعاعية في سن الخامسة والستين ؟

هل يجب أن نخاف من الفحوصات الإشعاعية في سن الخامسة والستين ؟ الدكتور أنور الشرقاوي والدكتور بونهير بومهدي(يسارا)
حوار أعده الدكتور أنور الشرقاوي، طبيب وخبير في التواصل الطبي
ضيف اللقاء: الدكتور بومهدي بونهير ، طبيب أخصائي في الأشعة*


الدكتور أنور الشرقاوي :
دكتور بونهير، صباح الخير. كثير من المرضى، خصوصاً في سن الخامسة والستين، يتساءلون: هل يجب أن نخاف من الفحوصات الإشعاعية في هذا العمر؟


الدكتور بومهدي بونهير :
صباح النور، دكتور الشرقاوي. هذا سؤال وجيه أسمعه كثيراً، والإجابة مطمئنة: لا، لا داعي للخوف من الفحوصات الإشعاعية إذا كانت مبرّرة، وتُجرى بحذر وفي الوقت المناسب.
بل إن هذه الفحوصات، في هذا العمر، قد تنقذ الأرواح، إذ تساعد في الكشف المبكر عن أمراض صامتة مثل بعض أنواع السرطان أو أمراض القلب والشرايين، وتُستخدم كذلك لمتابعة أمراض مزمنة كالتهاب المفاصل وهشاشة العظام.

الدكتور الشرقاوي :
ولكن هناك من يخاف من التعرض للأشعة. هل هذا الخوف مبرر؟


الدكتور بونهير بومهدي :
ليس تماماً.
أولاً، الكميات المستخدمة في الفحوصات الروتينية كالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية (الإيكو) صغيرة جداً.
ثانياً، الأجهزة الحديثة دقيقة وتستخدم الحد الأدنى من الأشعة.
وثالثاً، لا يوجد خطر تراكمي إذا تم احترام التوقيت المناسب للفحوصات وعدم الإكثار منها بلا داعٍ.
ولا ننسى أن فحوصات مثل الإيكوغرافي و التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) لا تستخدم الأشعة السينية إطلاقاً، وبالتالي لا خطر منها.

الدكتور الشرقاوي :
جميل. ما هي الفحوصات المفيدة في هذا العمر؟ وبأي تردد يجب إجراؤها؟


الدكتور بونهير بومهدي :
إليك خلاصة مبسطة:

1. تصوير الصدر بالأشعة السينية
لماذا؟ للكشف عن أمراض الجهاز التنفسي أو الأورام، خصوصاً لدى المدخنين أو السابقين في التدخين.
التكرار: كل سنتين إلى ثلاث، أو حسب الحالة الصحية.

2 . التصوير الشعاعي للثدي (لدى النساء )
لماذا؟ للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
ملاحظة: نادراً ما يُطلب للرجال، إلا في حالات خاصة.

3. التصوير الطبقي المحوري للبطن والحوض أو الإيكوغرافي البطني
لماذا؟ للكشف عن أمراض الكبد، الكلى، البروستاتا، أو تمدد الشريان الأبهر.
بأي نظام : كل خمس سنوات، أو مبكراً إن وُجدت أعراض أو سوابق مرضية.

4. التصوير الطبقي للقولون (المنظار الافتراضي)
لماذا؟ للكشف عن سرطان القولون.
التكرار: كل خمس إلى عشر سنوات، أو بعد نتيجة فحص براز إيجابية.

5. قياس كثافة العظام
لماذا؟ لتقييم صلابة العظام والكشف عن هشاشتها.
التكرار: مرة واحدة بعد سن 65، ثم كل خمس سنوات حسب النتائج.

6. إيكوغرافي القلب أو دوبلر الشرايين
لماذا؟ لتقييم وضع القلب والأوعية الدموية (الشرايين السباتية والأطراف السفلية).
التكرار: كل ثلاث إلى خمس سنوات إذا وُجدت عوامل خطر: ضغط دم، سكري، تدخين، كوليسترول.

7. التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (في بعض الحالات)
لماذا؟ في حال وجود مشاكل في الذاكرة، صداع مزمن، أو سوابق عائلية لأمراض عصبية.
التكرار: حسب الأعراض أو التاريخ الطبي.

الدكتور الشرقاوي :
إذن، لا يجب إجراء الفحوصات لمجرد الاطمئنان، بل يجب أن تكون في الوقت المناسب وللوقاية.


الدكتور بونهير بومهدي :
بالضبط. الهدف ليس الإكثار من الفحوصات بل حسن التوجيه.
المتابعة الطبية حسب السن، والتاريخ الصحي، وعوامل الخطر، هي المفتاح.
والأهم من ذلك: استشارة الطبيب العام أو المختص، فهو الأدرى بتوقيت الفحوصات ونوعها.

الدكتور الشرقاوي :
شكراً جزيلاً دكتور بونهير على هذا الحوار التوضيحي والمطمئن.
أنا متأكد أن قرّاءنا من فوق الستين سيشعرون بطمأنينة أكبر وفهم أعمق.


الدكتور بونهير:
شكراً لكم أيضاً.
الشرح الجيد للمعلومة الطبية هو بحد ذاته علاج.