استأثرت واقعة منع جماهير فريق الجيش الملكي، من دخول ملعب «الدفاع الجوي» بالقاهرة، الذي احتضن مواجهة جمعت ممثل الكرة المغربية أمام فريق بيراميدز المصري الثلاثاء فاتح أبريل 2025، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، بهامش كبير من النقاش والجدل.
على امتداد تاريخ مشاركة الأندية المغربية في المنافسات القارية، لا تخلو مسارات ممثلي الكرة المغربية، من وقائع وأحداث مشابهة لما عاشه جمهور فريق الجيش الملكي عند تنقله لدعم فريقه بمصر.
"أنفاس بريس" تستعرض أهم محطات التوتر التي تعرضت خلالها الجماهير المغربية للتضييق تارة والاعتداءات تارة أخرى، خلال تنقلها لدعم فرقها خارج أرض الوطن أثناء مشاركتها في المنافسات القارية.
حرب البلاغات في مصادرة جمهور الجيش من ولوج ملعب الدفاع الجوي
واجه أنصار فريق الجيش الملكي لكرة القدم، معاناة كبيرة عند وصولهم إلى ملعب الدفاع الجوي في القاهرة، يوم الثلاثاء فاتح أبريل 2025، حيث منعوا من ولوج المدرجات لمتابعة مباراة فريقهم أمام بيراميدز المصري برسم ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.
أمام احتجاجات الجماهير المغربية استجابت السلطات المصرية في نهاية المطاف، وسمحت بولوج المدرجات بعد انتهاء الشوط الأول، وهو القرار الذي جاء بعد حالة من الفوضى التنظيمية خارج الملعب، حيث عبر المشجعون عن استيائهم من مصادرة حقهم في مساندة فريقهم في واحدة من أبرز مواجهاته القارية.
على خلفية هذه الواقعة كشف نادي بيراميدز متصدر الدوري المصري، روايته حول واقعة ملعب "الدفاع الجوي" بالقاهرة الذي احتضن مواجهة الفريقين وانتهت بفوز كبير لأصحاب الأرض بنتيجة 4-1.
رواية النادي المصري التي نقلها هشام زايد المنسق الأمني لبيراميدز في تصريحات تليفزيونية عقب المباراة، تشير إلى أن ناديه لا يتحمل مسؤولية عدم دخول أنصار فريق الجيش الملكي إلى أرض الملعب، موضحا: «كان متفقاً أن يحضر المباراة 2000 مشجع فقط للفريقين. وبموجب اللوائح سيحصل الضيف على 5% من هذا العدد، أي 100 تذكرة»، وأضاف: «طلب النادي المغربي زيادة في العدد، ووفرنا له 270 تذكرة ثم فوجئنا قبل انطلاق المباراة بوجود ما يقرب من 1500 مشجعٍ أمام بوابات الملعب.
في 2 أبريل 2025 أعلنت إدارة نادي الجيش الملكي، عن تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضد إدارة نادي بيراميدز المصري، وأوضح الجيش الملكي، في بلاغ رسمي، أنه «منذ الاجتماع التقني الذي عقد يوم 31مارس 2025، أبلغتنا إدارة بيراميدز أنهم خصصوا 100 تذكرة فقط لجماهير الجيش الملكي، وهو ما لا يتماشى مع اللوائح التي تنص على تخصيص ما لا يقل عن 5% من السعة الإجمالية للملعب الجماهير الفريق الضيف، أي 1500 تذكرة على الأقل".
إثر ذلك، يضيف البلاغ، قامت إدارة الجيش الملكي بمراسلة الاتحاد الإفريقي وإدارة بيراميدز للمطالبة بتصحيح هذا الوضع غير القانوني.
واعتبر النادي أن «هذه الممارسات غير المقبولة، خصوصا في مرحلة متقدمة من البطولة مثل ربع النهائي تعكس عدم احترام لقوانين المسابقة والجماهير التي سافرت من المغرب لدعم فريقها كما أن منع مئات المشجعين من دخول الملعب، وصادرت حقهم في تشجيع ناديهم، مع مخاطر المنع والإبقاء خارج الملعب. هذا التصرف يتنافى، حسب الفريق، مع القوانين والأعراف الرياضية التي تهدف إلى توطيد العلاقات بين الأندية وتعزيز الروح الرياضية بين الفرق والمتابعين، إن مثل هذه الممارسات لا تضر فقط بسير المسابقة بل تمس أيضا بمبادئ الاحترام والتعاون التي تجمع مختلف مكونات كرة القدم الإفريقية».
وكانت جماهير فريق الجيش الملكي قد تعرضت في شتنبر سنة 2023، لمعاملة سيئة من طرف الشرطة التونسية حيث تم الاعتداء عليها بشكل غريب في محيط ملعب مدينة سوسة، على هامش المباراة التي جمعت فريق الجيش الملكي و نجم الساحلي التونسي التي انتهت بفوز بهدف نظيف، برسم ذهاب الدور التمهيدي الثاني المؤهل لدور مجموعات دوري أبطال إفريقيا.
بعد العودة من تونس تبين أن أحد مشجعي فريق الجيش الملكي، الذي كان من بين مناصري الفريق الذين تعرضوا لاعتداء من قبل الشرطة التونسية، خلال تنقلهم لمؤازرة فريقهم أمام النجم الساحلي التونسي، يعاني من مضاعفات الاعتداء، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الشيخ زايد بالرباط بسبب تعرضه لضربة قوية على مستوى الرأس، نتج عنها نزيف داخلي.
وكانت جماهير الجيش الملكي قد أطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بالعدالة واسترجاع حق المشجع المتوفي، بسبب الاعتداء عليه من الشرطة التونسية، دون جدوى.
الاعتداء على فريق الرجاء وجمهوره بمدينة سطيف الجزائرية
في ماي 2015 شهدت مباراة إياب مباراة ثمن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، التي جمعت بين فريق الرجاء الرياضي ووفاق سطيف الجزائري، بمدينة سطيف الجزائرية، العديد من الأحداث، بما فيها الاعتداء على جمهور الرجاء الرياضي الذي أصيب العديد من أفراده لإصابات مختلفة، كما اعتقل البعض منهم في مخافر شرطة الجزائر وسجونها، في الوقت الذي تم الاعتداء على العديد من الصحافيين الذين رافقوا الفريق المغربي.
انتهت المباراة بين الرجاء الرياضي لكرة القدم ووفاق سطيف بتأهل هذا الأخير إلى دور المجموعات من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، لكن مباراة أخرى انطلقت مع صافرة الحكم التونسي الذي قاد المباراة، إذ تعرض مسؤولو ولاعبو الرجاء لاعتداء من قبل عناصر الأمن الجزائري، كما تعرض محمد بودريقة، الرئيس السابق للفريق، للشتم والضرب من رئيس وفاق سطيف الجزائري حسان حمار. إذ توجه هذا الأخير إلى بودريقة مباشرة، وانهال عليه بالركل والسب والشتم، أمام أنظار رجال الأمن الذين اكتفوا بإبعاد بودريقة ولاعبي الرجاء، عن الممر المؤدي إلى مستودع الملابس.
كما تعرض لاعبو الرجاء لاعتداءات من قبل رجال الأمن الذين انهالوا عليهم بالضرب، بعد محاولتهم الالتحاق بزملائهم في مستودع الملابس، بعد نهاية المباراة.
تعرض لاعبو الرجاء لوابل من السب والشتم من قبل الصحافيين الجزائريين، فضلا عن الحركات الاستفزازية، أمام أعين رجال الأمن، الذين اكتفوا بمحاولة تهدئة اللاعبين والبعثة الصحافية المغربية دون اتخاذ أي إجراءات.
حصيلة هذه الواقعة إصابات وجروح متفاوتة الخطورة واعتقالات شملت العديد من أنصار الرجاء، ورسائل من الفريق المغربي ووفاق سطيف للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم دون أن تحرك ساكنا.
حين اعتقلت السلطات التونسية مشجعين وداديين
في نونبر 2011، رافق الوداد في رحلته إلى تونس لمواجهة الترجي، برسم إياب نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية. كان مدرب الوداد حينها، هو السويسري دوكاستيل، الذي سبق له أن درب الترجي التونسي.
عرفت المباراة اصطدامات بين جماهير الوداد والترجي التونسي، حيث تم الاعتداء على الجمهور المغربي بهذه الطريقة باستعمال الغازات المسيلة للدموع، بطرق خارجة عن الروح الرياضية.
استمر التوتر بعد المباراة التي انتهت بهزيمة الوداد بهدف لصفر، وتحول بهو مطار قرطاج إلى نقطة اصطدام بين الجمهور الودادي والتونسي، ما دفع السلطات الأمنية إلى اعتقال أزيد من 11 مشجعا وداديا، ما جعل رئيس الفريق المغربي عبد الإله أكرم إلى تمديد مقامه في تونس وانتداب محامية من أصول مغربية للدفاع عن المناصرين المعتقلين.
أطلق سراح المعتقلين بعد ثلاث جلسات وبتدخل من السفارة المغربية في تونس التي تابعت ملابسات هذه الأحداث، في الوقت الذي لجأت الجامعة المغربية للاتحاد الدولي لكرة القدم والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عبر شكايات تكشف الاعتداءات التي تعرض لها لاعبو ومسيرو وجمهور الفريق خلال المباراة المذكورة.