في هذا الحوار مع أمجد رفيق شهاب، محلل سياسي فلسطيني، يؤكد على أن موقف المغرب في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية ثابت، وخاصة تأكيده على حل الدولتين ورفضه للانتهاكات الإسرائيلية. في الأمم المتحدة، وان المغرب يستطيع استغلال علاقاته مع إسرائيل والولايات المتحدة ضمن إطار اتفاقيات التطبيع، لتأكيد التزامه بدعم الحقوق الفلسطينية.
عرفت مدينة الرباط مسيرة شعبية تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية.. كيف يرى الشارع الفلسطيني هذا التضامن الشعبي المغربي، على بعد آلاف الكيلومترات؟
طبعا هي مسيرة أمل ورفع معنويات الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة. عبر التاريخ في المحن والشدائد كما في الرخاء، رفض الشعب المغربي، ويرفض ما يتم ارتكابه ضد الفلسطينيين من مذابح وانتهاكات جسيمة ومصادرة للأراضي ومساس بالمقدسات، وظل المغاربة يتضامنون بمسيرات ضخمة في جل مدن المملكة، مع الشعب الفلسطيني، ويعبرون له من خلال هذه التظاهرات بأنه ليس وحيدا. في ظل العجز العربي والتخاذل الدولي، تعطي هذه المظاهرات أملا للفلسطينيين باستمرار النضال من أجل الحرية.. كلنا شعب ولغة وتاريخ ودين ومصير واحد.

كيف تقييم دور لجنة القدس التي يترأسها ملك المغرب في حماية المقدسات الإسلامية وتعزيز الهوية الفلسطينية في القدس؟
انبثقت لجنة القدس كمؤسسة عربية إسلامية عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975 التي يرأسها منذ إنشائها حتى اليوم، ملك المغرب، وهذا الاختيار لم يكن صدفة، بل بسبب المكانة الخاصة التي تتمتع بها المدينة المقدسة التي لها أبعاد دينية وجيوستراتيجية وتاريخية وقومية.. الخ، وارتباط الشعب المغربي والعائلة الملكية بالمدينة المقدسة تاريخيا ودينيا وسياسيا بمدينة القدس ولجنة القدس لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية في القدس. عبر وكالة بيت مال القدس، وقدمت اللجنة دعمًا ملموسًا للقطاعات الحيوية، بما في ذلك التعليم والصحة. ومع ذلك، فإن التحديات على الأرض تزداد يومًا بعد يوم، مما يتطلب تحركات أكثر صرامة على المستوى السياسي والدبلوماسي. رغم الجهود المبذولة، لا تزال القدس تواجه مخاطر تهويد متسارعة، مما يفرض على اللجنة تطوير استراتيجيات أكثر تأثيرًا بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية.

ما هو تقييمك لدعم المغرب لفلسطين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية؟
موقف المغرب في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية ثابت، وخاصة تأكيده على حل الدولتين ورفضه للانتهاكات الإسرائيلية. في الأمم المتحدة، صوّت المغرب لصالح قرارات تدين الاستيطان الإسرائيلي وتدعم حقوق الفلسطينيين، كما لعب دورًا دبلوماسيًا في منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لتعزيز المواقف العربية الموحدة.

ما هو تأثير برامج وكالة بيت مال القدس على المجتمع الفلسطيني؟
تتمتع وكالة بيت مال القدس الشريف بالرغم من الظروف الصعبة في المدينة المقدسة بسمعة طيبة بسبب إدارتها المميزة والشفافية في تعاملها مع معظم أطياف المجتمع المقدسي حيث قدمت مساهمات ملموسة في عدة مجالات منها: الصحة والتعليم والثقافة، وأسهمت في ترميم بعض المواقع المقدسة، مما ساعد على تعزيز صمود المقدسيين. لكن بالنظر إلى حجم التحديات في القدس، فإن دعم الوكالة يظل أقل من المطلوب مقارنة بالحاجيات الفعلية. المطلوب اليوم هو رفع مستوى التمويل والتنسيق مع الجهات الفلسطينية المختلفة على الأرض لضمان استدامة هذه المشاريع وتوسيع نطاقها، وبسبب منع سلطات الاحتلال لأي دور للسلطة الفلسطينية في القدس، تكمن أهمية وفعالية وحيوية استمرارية عمل وكالة بيت مال القدس الشريف.

كيف يمكن للمغرب أن يشكل محورًا دبلوماسيًا جديدًا لدعم القضية الفلسطينية؟
يتمتع المغرب بمكانة دبلوماسية خاصة بفضل علاقاته المتوازنة مع مختلف الأطراف الدولية، مما يجعله مؤهلاً للعب دور وساطة أكثر فاعلية في القضية الفلسطينية. يمكنه أن يكون جسرًا بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي، لكن نجاحه في ذلك يتوقف على مدى استعداده لاتخاذ مواقف أكثر حزمًا في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، واستثمار نفوذه في الضغط من أجل حل عادل وشامل.
كيف تتصور أن يحقق المغرب توازنا بين علاقاته مع إسرائيل ودعمه للقضية الفلسطينية؟
يستطيع المغرب استغلال علاقاته مع إسرائيل والولايات المتحدة ضمن إطار اتفاقيات التطبيع، لتأكيد التزامه بدعم الحقوق الفلسطينية. وتحقيق التوازن بين الأمرين يظل تحديًا صعبًا، خاصة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في القدس وغزة وأن يضمن أن علاقاته بإسرائيل لا تأتي على حساب القضية الفلسطينية، بل تكون وسيلة للضغط من أجل حقوق الفلسطينيين.
بالقدر الذي رحب فيه المغرب باتفاق غزة مافتئ يدعو إلى سلام شامل قائم على حل الدولتين.. كيف يمكن الثبات على هذا الموقف في ظل التصعيد الإسرائيلي على غزة؟
المغرب يدعم رسميًا حل الدولتين كإطار لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو موقف ثابت تعبر عنه الدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية. الرباط تؤكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعو إلى مفاوضات مباشرة للوصول إلى حل عادل وشامل ولكن الاحتلال دمر كل مقومات إقامة دولة فلسطينية، وخاصة العناصر السياسية والقانونية مع تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية والإسراع من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية حيث وصل عدد المستوطنين أكثر من 800 ألف يسيطرون على أكثر من 70 في المائة من المساحة الكلية للأراضي المحتلة عام 1967..