الطيار:  أين المفر؟ السؤال المطروح حاليا بقوة في مخيمات تندوف

الطيار:  أين المفر؟ السؤال المطروح حاليا بقوة في مخيمات تندوف محمد الطيار
تجليات انهيار مشروع النظام العسكري الجزائري ومليشيات البوليساريو، أصبحت مكشوفة بشكل بارز، فمن خلال العديد من التسجيلات المتدوالة في بوابات تطبيق "واتساب" بمخيمات تندوف، يمكن  تشخيص أصوات الألم والمرارة وانسداد الأفق والحسرة والندم، ويتكرر سؤال أين المفر مرارا.

مخيمات تندوف محاصرة بعدة حواجز رملية تحيط بها من كل الجوانب، والخروج منها يتطلب ترخيصا، والترخيص يتطلب تقديم رشوة، والمرور عبر حواجز عسكر الجزائر يتطلب هو الآخر رشوة.

الرخص تباع من طرف قيادة مليشيات البوليساريو، ويتم توفيرها بالخصوص للشاحنات التابعة لهم أو في ملكيتهم لتهريب الوقود ومواد أخرى، إلى موريتانيا  او مالي ودول الساحل، خاصة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المحتجزين. 

المحتجز في المخيمات يعيش وضعية الرهينة، لا عمل لا شغل، حيث يمنع عليه العمل فوق التراب الجزائري ولو كان عملا بسيطا، ومحروم من حرية التنقل، ويعيش الحرمان والضياع.

الأجهزة الأمنية التابعة لمليشيات البوليساريو، لا يحترمها أي أحد، وتفتقد للمصداقية، وليس لها أي تأثير، خاصة مع تعدد تدخلات الجيش الجزائري داخل المخيمات، حيث يعمد إلى اعتقال الناس أو إعدامهم بالرصاص علانية، وقتلهم باستعمال قنابل الطائرات حين مطاردة الشباب الذين يمتهنون التهريب أو التنقيب عن الذهب، أو إعداد الفحم، وتصفهم   بيانات الجيش الجزائري الصادرة على إثر  كل عملية، بالإرهابيين.

سؤال أين المفر. أصبح يتردد خاصة مع انسداد الافق، وتراجع نسبة مواد الغداء، وسطوة العصابات، والسرقة، والاختطافات واغتصاب النساء. 

عسكر الجزائر  كثف من عمليات القتل بالرصاص، وحرق المنقبين عن الذهب، واعتقال الشباب والزج بهم في السجون، خارج إطار القانون.

سؤال أين المفر، أصبح يردده العديد من المحتجزين الذين لم يستطعوا الهروب إلى موريتانيا أو إلى أوروبا، أو الذين تحت مسؤوليتهم رعاية مرضى العائلة.

الجيش الجزائري، أصبح يعمد إلى اقتلاع الاعضاء، من جثث  القتلى الذين تتم تصفيتهم، للمتاجرة فيها، وهذا الأمر أصبح  مطروحا بقوة في مخيمات تندوف.

دخول العلاقات الدولية في منعطف جديد، مع وصول دولاند ترامب للسلطة، وتراجع المنظمات الدولية، وفشل الأمم المتحدة،   وعجزها في تصنيف الوضع القانوني لساكنة مخيمات تندوف، كلها عوامل ستفاقم من معاناة المحتجزين، ماديا واجتماعيا، وستجعلهم عرضة للضياع، فالجزائر استغلتهم طيلة نصف قرن، وحاليا تعمد إلى تصفيتهم، بعدما وقفت على فشل مشروعها.

الحل الوحيد القابل للتطبيق يظل هو  استرجاع المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني بالكامل وتصنيف البوليساريو حركة إرهابية، والجزائر دولة راعية للإرهاب.  وتحرير كل رهينة مغربي تم اختطافه من طرف مليشيات البوليساريو، من مدن أسا، وطانطان والسمارة ولبيرات والمحبس والزاك وغيرهم، ومن نواحي أقا وفم لحصن، ومن بوادي الصحراء المغربية.
 
محمد الطيار، رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية