المقاوم الراحل بوسحاب أجف يدخل جماعة تلمزون بطانطان إلى "الرادار" الإعلامي

المقاوم الراحل بوسحاب أجف يدخل جماعة تلمزون بطانطان إلى "الرادار" الإعلامي جانب من فعاليات دوري كرة القدم "بوسحاب أجف"
رغم أن عدد ساكنتها لايتعدى 747 نسمة، فإن جزء كبيرا من الأسر البالغ عددها 189 أسرة اختارت الاستقرار في طانطان.. الحديث هنا عن جماعة تلمزون، الواقعة جنوب المدينة في اتجاه جماعة البيرات بإقليم أسا الزاك، بنحو 30 كيلومترا، والمحدثة سنة 1992، والممتدة على مساحة 3145 كلم مربع..

عبر طريق جيدة، كان مؤشر سرعة السيارة المتوجهة نحو جماعة تلمزون، يصل لنحو 80 كلم/الساعة، مما يدل على أن الطريق، رغم المنعرجات، كانت سالكة، هضاب وحقول تظهر أثر جفاف امتد لسنوات، وخيام متناثرة عبر الطريق لرحل يبحثون عن مراعي لهم للاستقرار المؤقت..

عند مدخل المدينة، اصطفت العشرات من السيارات، عصر يوم السبت 5 أبريل 2025، والمناسبة، حفل نهائي دوري لكرة القدم للصغار، يحمل اسم "بوسحاب أجف"، أحد أعيان قبيلة يكَوت التي يشكل لها إقليم طانطان، مع قبائل أخرى، حاضرة صحراوية، دافعت من خلالها القبيلة، عن الأرض والعرض زمن الاستعمار، واستمر ذلك في حرب الصحراء مع عناصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر..

تزينت الجماعة القروية التي يترأسها الجيلالي الرحالي اليكَوتي، (الأصالة والمعاصرة)، بزينتها يومها، أعلام وطنية، ورايات بألوان مفتوحة على طبيعة خلابة، وعلى جنبات مركز جماعة تلمزون، اصطفت بعض الإدارات والمرافق العمومية ودكاكين فيما كانت المنازل السكنية البسيطة ضمن هذا التصميم..

حرص مولود أجف، المستشار بالمجلس الجماعي لمدينة العيون (الحركة الشعبية)، ابن الراحل بوسحاب أجف، أن يكون الحفل النهائي لهذا الدوري الذي يحمل اسم والده، مناسبة لتخليد ذكرى واحد من رجالات الصحراء عموما وقبيلة يكَوت خصوصا، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مغربية الصحراء، وهو الرجل الذي ما زالت ذكراه حاضرة عند بعض من جايلوه من قدماء العسكريين الذين حضروا حفل تكريمه..

وبين مسجد ودار للشباب، أقيمت خيمة على الطراز الصحراوي، بكل أكسسواراتها، احتضنت ليس فقط المنتمين لقبيلة يكَوت، بل تم الحرص أن تكون تمثيلية جميع القبائل الصحراوية من واد نون إلى وادي الذهب مرورا بواد الساقية الحمراء إلى جانب تمثيليات صحراوية من جهة سوس ماسة، كما حضرت شخصيات رياضية وحزبية وجمعوية من شمال المملكة..

أهازيج صحراوية كان صوت مؤديها يعلو فضاء ملعب إسمنتي مصغر، ارتفعت في السماء يومها، واستنفار لممثلي السلطات المحلية، في يوم اعتبره أحد ممثليها، استثنائيا، من حيث الحدث والزوار، الذين كان يتقدمهم، الدولي السابق عزيز بودربالة..

أطفال من الجنسين وشباب وشيوخ، من بينهم أسرة وعائلة الراحل بوسحاب أجف، تزينوا ببساطة، لحضور هذا الحفل، بعد أن تمنى أحد الأطفال، دوام مثل هذه الأنشطة على طول العام، وهو الذي اعتاد الهدوء في باقي الأيام بين منزله والمدرسة..

افتتاح بتلاوة القرآن الكريم ووقوف لترديد النشيد الوطني، ثم شعر وذكر لمناقب الراحل، بعد ذلك أعطيت الانطلاقة للمباراة النهائية بين فريقين من فئة الصغار، جعلت نهايتها مبكية لأحد لاعبي الفريق المنهزم، وهو يرفع كأس الفريق الوصيف، فيما كانت الفرحة تعلو وجوه الفريق المتوج..

ومن ضمن فقرات هذا الحفل تم تكريم عدد من الشخصيات التي تبذل جهدا وتسلك ترافعا من أجل إخراج جماعة تلمزون من عزلتها، وإدخالها لرادار التنمية، وهو ما شدد عليه الجيلالي الرحالي، رئيس الجماعة متحدثا لجريدة "أنفاس بريس"، عن ما اعتبره "إنجازات ملموسة تعكس التزام رئاسة الجماعة، بتحسين جودة حياة سكانها وتعزيز فرص الاستقرار والنمو الاقتصادي"، وكيف أن تقوية البنية التحتية، ماء وكهرباء وإنارة عمومية وتزفيت الطريق وتبليط الأرصفة، وكذا تعزيز باقي المرافق العمومية، مدرسة، دار الطالبة، مركز طبي، دار الشباب.. هي مرافق من شأنها تشجيع الساكنة على الاستقرار وممارسة أنشطة زراعية ضمن المجال الجغرافي للجماعة..

كما كشف رئيس جماعة تلمزون عن مشروع إحداث تجزئة سكنية تضم أكثر من 120 بقعة أرضية، لسكان المنطقة الذين يعانون غياب مسكن قار، مع توفير جميع الإمكانيات لإنجاح هذا المشروع السكني..

مع قرب غروب شمس ذلك اليوم، انتصبت جبال تلمزون وهي تشبه من حيث تضاريسها جبال الواركزيز بإقليم أسا الزاك وبالضبط بجماعة تويزكي، وهي الجبال التي اختارتها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، باستغلال الطاقتين الريحية والشمسية، على غرار باقي المشاريع الإستراتيجية ضمن ما أطلق عليه مخطط الهيدروجين الأخضر، وهو المشروع الذي من شأنه تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة في المنطقة، بالموازاة مع النشاط الرئيسي المتمثل في الزراعة، كما من شأن توظيف بعض المعطيات السياحية أن يشكل رواجا اقتصاديا للمنطقة، وتبقى "وين مذكور" نقطة جذب سياحية بأنهارها ونخيلها وزاويتها كذلك، وهو ما يتطلب دعمها من الجهات الوصية.