يتعلق الأمر بظاهرة تسول الأطفال التي تتوسع رقعتها بشكل مخيف وخادش للكرامة ليلة عيد الفطر . جحافل من الأطفال في عمر الزهور يجوبون شوارع وأزقة دار الضمانة، ويطرقون الأبواب، ألسنتهم تردد قاموسا يدعو للشفقة والرحمة، ملتمسين نصيبهم من زكاة الفطر الواجبة على كل مسلم(ة). وحسب أكثر من مصدر ، فإن هذا الفعل الحاط من كرامة الأطفال لا يقدم عليه هؤلاء من تلقاء أنفسهم ، بل هناك من يشجعهم عليه بعد إلباسه لبوسا دينيا ، بينما الدين الإسلامي الحنيف براء من هذا.
هل كان هؤلاء الأطفال سيلتجؤون للتسول وفي هذه المناسبة الدينية ، لو أن البيئة الحاضنة توفر لهم/ن شروط التمتع بباقة الحقوق التي تجعل تنشئتهم/ن تتم في ظروف عادية ، وتحميهم/ن من كل أشكال الاستغلال ؟ هل كان هؤلاء الطفلات والأطفال المصنفة غالبيتهم في فئة الأطفال في وضعية صعبة سيدخلون هذه الغابة المتوحشة ، لو وجدوا من المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين من يطلق حملات تحسيسية ، تشعر المجتمع الوزاني بخطورة التطبيع مع هذه الظاهرة التي تعدم أدمية أطفال دار الضمانة ، بدل اهدار المال العام في تسويق "أنشطة" لا أثر لها على أرض الواقع، وعلى مسافة ألف ميل من المصلحة الفضلى للطفل ؟
حركة الطفولة الشعبية بوزان التي يناضل أطرها على أكثر من مستوى، ومن عقود ، من أجل النهوض بحقوق الأطفال وحمايتها ، توجه نداء لعموم المواطنات والمواطنين من أجل التصدي المسؤول لظاهرة تسول الأطفال ليلة عيد الفطر، وذلك بالامتناع عن أي شكل من أشكال تشجيعهم/ على ذلك .
إن كل تشجيع للأطفال على التسول ليلة عيد الفطر تحت غطاء زكاة العيد التي يجب أن تقدم للأسر المعوزة ، يفتح( التشجيع) باب جهنم الاستغلال بكل أشكاله في وجه الأطفال ....