لا رئيس في العالم يملك شعبية استثنائية ومعتبرة–طبعاً– خارج بلده مثل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون نظراً لماتحمله كل خرجاته الإعلامية أو إطلالاته التلفزية من مستلمحات وفهلكة دبلوماسية أصبحت منذ مدّة تحمل علامة ( صنع بالجزائر الجديدة).
والحقيقة أن الأمر لا مبالغة فيه؛ فهو الرئيس الوحيد أيضاً الذي ما زال يدبّر شؤون هذا العالم الآخر بمعادلة دبلوماسية احد طرفيها العجرفة صعوداً أوّلاً وصولاً إلى الإنبطاح المدوّي أرضاً.. والمسافة بينهما لا تتعدّى على أكثر تقدير شهرين أو أقل..
وبعيداً عن التجنّي فيه أو التشهير به استعرض على القرّاء بعض ما يؤكد ذلك..
فقد صرّح الرئيس قبل يومين في لقاء دوري مع إعلام بلده
( أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هو المرجعية الوحيدة لحل الخلافات بين بلاده وفرنسا.. فنحن أمام دولتين مستقلتين، قوة أوروبية وقوة إفريقية، ولدينا رئيسان يعملان معا، وكل شيء آخر لا يعنينا)
وقبل شهرين رئيس هذه القوة الإفريقية صرّح لجريدة لوبيتيون الفرنسية بما يلي :
( المناخ مع فرنسا أصبح ضارًا، ونحن نضيع الوقت مع ماكرون)
لا غرابة في ذلك.. فهو رئيس دولة في العالم الآخر حيث يجمّد هناك كل ما له علاقة بمنطق العقل والأخلاق والكرامة في حدّها الأدنى..بحيث نلاحظ انتقال الرئيس من النقيض إلى النقيض في فترات جد ضيقة دون أن يدرك بأن هذا السلوك حتّى لوحقق الهدف الظرفي وهي الهدنة مع فرنسا فلا أحد سيثق به وبنظامه الفاشل أو يعتبره شريكاً مومّناً في المدى القريب.. لأنّه ليس رئيساً بل دمية باقنعة بهلوانيّة تتغيّر عبر أزرار بيد الجنيرال شنقريحة..
هي الحقيقة التي افرزتها هذه الأزمة مع فرنسا مباشرة بعد الإعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء وفي عهد الرئيس ماكرون الذي أصبح المرجعية الوحيدة عند هذا الرئيس المهبول الذي حاول أن ينفي هذا السبب قبل يومين.. ونسي أو تناسى ما صرح به الجريدة لوبينيون بقوله :
( حذرت الرئيس ماكرون من أنه سيرتكب خطأ فادحا في قضية الصحراء الغربية)
لا شيء تغيّر ايها الرئيس غير نزولك من الشجرة منبطحاً / منتظراً دعوتك نحو أعتاب كانوسا باريس كما كتبت مباشرة بعد حوارك ما قبل الأخير..
لا شيء تغيّر السيد الرئيس غير أنك لم تعد منزعجاً من قرار باريس حول مغربية الصحراء.. واطيحك علماً بأن القرار أيضاً لم يزعج الأمم المتحدة ولا الشرعية الدولية ولا كل ساكنة العالم بدليل ان لا بيانا صادراً ذات الصلة بالقرار الفرنسي أو غيره من دول أخرى..
لكن الذي تغيّر بالفعل عندنا هو السؤال عن من يحكم فعليّاً بالجزائر اليوم ونحن نسمع من فم الرئيس ان زيارة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي لاقاليمنا الجنوبية ليست استفزازاً… نذّكره ببيان وزير خارجيته السيد عطاف بتاريخ 18 فبراير 2025،
(.. إن هذه الزيارة مستفزّة وجد خطيرة للغاية تستدعي الشجب والإدانة بل تدفع نحو ترسيخ الأمر الواقع المغربي"،
دون أن ننسى مجلس الأمة الجزائري الذي أعلن بتاريخ 26 فبراير 2025، عن تجميد علاقاته بمجلس الشيوخ الفرنسي بسبب زيارة لارشيه لمدينة العيون الصامدة
من يحكم من في العالم الآخر.. وبهذه التناقضات وسط القوة الإفريقية الأولى التي جعلت العالم ما زال يبحث هل الزيارة استفزاز ام لا..
لا شيء تغيّر أيضاً في عدواتكم لبلدنا ايها الجبناء فبعد فشل إرساليتكم تحت المسمّى رشيد نگاز مؤخّراً هاهو موقع المخابرات ( AFfica inside ) الذي تأسس السنة الماضية بقيمة 23 مليون دولار بهدف مهاجمة بلدنا وفبركة تقارير وأخبار زائفة بدون مصادر والترويج لها في مواقع التواصل الاجتماعي قصد تضليل الرأي العام آخرها ما نسب للسيد عمرو موسى الذي سارع مكتبه الإعلامي بنشر بيان ينفي فيه المنسوب إليه حول المغرب..
فهذا العداء لن يتغيّر أبداً لأنه أصل وجودكم أكسجين حياتكم.. وإن كان لا يضرّنا في شيء حيث أن عدواة الغبي والمنطبح هي انتصار في حدّ ذاتها.. لذلك لا اتأسّف لتلك العجوزة المعتمرة الجزائرية الشمطاء التي قبلت ان تلعب ذاك الخبيث فإن اللوم يرجع بالأساس الأشمط قائد العصابة..
وهل من العقل والأخلاق ان ننتظر من هذه العصابة احترام بيوت جيرانها وهي لم تحترم حتّى بيت الله الحرام..
أبداً..
لذلك فقد آن الأوان إماطة الأذى عن طريق شعوب المنطقة المغاربية ومحيطها الإقليمي..
هي سنة 2025 بداية إصلاح الطريق..
وللأيّام القادمة عناوينها بعد كانوسا باريس