لقد أثار موضوع فتيات كيكو القاصرات سخطا عارما في جميع أوساط المجتمع المغربي بكل شرائحها، الكل متذمر ومجمع على أن مثل هذه السلوكات المشينة مرفوضة تماما في مجتمعنا لا سواء من منظور ديني أو اجتماعي أسري أو نفسي أو حتى تربوي.
الملاحظ أيضا أمام هذا الكم الهائل من التدوينات والتعليقات أن البعض استغل هذه الموجة لينفث سموم حقده في كامل المجتمع الكيكيوي ناعتا المنطقة بأنكى الألفاظ والعبارات المسيئة والحاطة من الكرامة ليزيل غلا عمر في صدره لسنوات.
وإن كان الملف في يد القضاء العادل، فإننا وكلنا أمل في أن يأخذ كل ذي حق حقه وأن يأخذ المذنب جزاءه بما يراه القضاء مناسبا في هكذا ملف.
ودرء لأراجيف القوالين والسفهاء دعونا نذكر من هي كيكو ومن هم ساكنتها:
كيكو معقل المناضلين والمقاومين الذي ذاذوا عن أرض المغرب منذ فجر الاستعمار، ولا زالوا يدافعون في جميع ربوع الوطن الحبيب..
كيكو هي "يثرب" إقليم بولمان، وضالة المحتاج والمهاجر والمسافر، كيكو التي تأوي وتنصر الغني والضعيف، كيكو التي تستقبل آلاف العائلات الهاربة من جحيم العوز والفقر والجفاف وقلة العمل، تفتح ذراعيها لأحبابها دون تنقيص أو تجريح، فيصبح المواطن كيكيويا ما أن تطأ قدماه أرض هذا البلد الطيب، يجد له عملا كريما وبيتا يأويه هو وعائلته وعملا وأجرة تليق به وتحفظ كرامته،
كيكو معقل الفلاحة العصرية، والأراضي الغناء التي تجود على الوطن بخيرات باطنها، ولكم في فترة كورونا وزلزال الحوز خير دليل على ما تبذله سواعد هذه المنطقة الطيبة من جهد لتساعد في الناتج الداخلي وتوفير الغذاء لهذا الوطن الحبيب.
كيكو منبت الأحرار وخيرة شباب الوطن في مختلف المجالات: علم، رياضة، أدب، حفظة القرءان، مغاربة المهجر..
كيكو وإن تعددت جراحها وألم بها الوباء من كل جانب لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام سنان العدو وهي توجه لخاصرتها، فلتكفوا عن نفث سمومكم لأن أهل كيكو أشرف مما تصفونه وما تلوكه ألسنتكم من تسفيه وتشهير.
ولا زلنا نذكر مسؤولينا جميعا، أن توالي الهجرات السنوية نحو كيكو وما يرافقها من مشاكل على مستوى التعمير وازدياد الضغط على الولوج للبنيات التحتية الضرورية: تعليم، صحة.. وكذا ما يطرحه مشكل الانسجام الثقافي والمجتمعي بين مختلف الشرائح وغيرها من الأسباب لا محالة سيكون له تأثيرات على بنية المجتمع وسلوكاته.. فما أحوجنا إلى التفاتة صادقة من الجهات المسؤولة وعدم تركنا لقمة سائغة لدعاة الحقد والتشهير.
نطالب بإنشاء شبكة صرف صحي تصرف مياهنا العادمة، مدارس جديدة للحد من الاكتظاظ، تنويع الأنشطة الاقتصادية خصوصا بعد توالي سنوات الجفاف وتأثيرها على القطاع الوحيد المدر للدخل الفلاحة، مستشفى يليق بنا كمواطنين مغاربة، ملاعب لمزاولة مختلف الرياضات حتى يتفادى الشباب براثين الضياع والفساد، دار الشباب والثقافة من الجيل الحديث لصقل مواهب أبنائنا، دار للصناعة التقليدية لتعليم بناتنا بعض الأعمال اليدوية، طرق في المستوى تليق بنا كساكنة، وأخيرا توفير فرص الشغل لمئات الآلاف من الشباب الذين يحجون سنويا لكيكو طلبا للعمل..