يوسف البردويل: أمي ظلمتني... ولكني أحب أمي

يوسف البردويل: أمي ظلمتني... ولكني أحب أمي يوسف البردويل
في يوم عيدها أشهد أنها بالهم أثقلتني ولكنها أمي ...دون أي ذنب أغلقت الأبواب في وجهي ولكنها أمي ...الجنة لها وتحت قدمها وإن غضبت فصقر مستقري كيف لا وهي أمي ...وإن أحطت من قدري وأنقصت من شأني فستبقي الأعلى لأنها أمي....سر فرحي ونواة حزني وإن تخلت فستبقي أمي ... رضاها مقدار رزقي كيف لا وهي كل قدري ولا زلت مستورا بلباس أمي ... هامتي مرفوعة وبها يعلو شأني وإن حطت من مقامي وقدري فستبقي دوما أمي ... هي وقت الضيق ملجأي وسندي حينما ينحني ضهري وإن جارت علي فهي أمي ... وإن بسوط ظلمها جلدتني وبين الناس أذلتني فهي عصبية ولكنها أمي ... في يوم عيدها أسكنت بداخلي حسرات سنين عجاف فما مرة من جرحي داوتني ولكنها أمي ....لطالما بالقول الجارح كسرت خاطري والصوت الصارخ مزقتني ولكن لا حول لي فهي أمي ...كنت دوما أبرها ودوما هي تعذبني ولكنها أمي ...كتبت فيها أجمل أبيات الشعر وخطت بلسانها أسوء عبارات الذم في خلقي ولكنني صبرت فهي أمي ...أجمل ما قيل عن الطاعة رسمته لها من صغر سني وكل معالم القسوة أرتني ولكنها أمي ...كنت أذنها الصاغية التي تسمع لها ساعات ولكنها يوم لم تستمع لي ولن تسمعني ولكنها أمي ...كنت أقرب لها من كل أبناؤها ولكنها بأرخص الأثمان باعتني ولكني صابرا فهي أمي ... لطالما أحتجتها ولم أجدها ولكنها كلما إحتاجتني وجدتني وهذا واجبي فهي أمي ...أنا في كل من أنجبت حلقتها الأضعف والكل لديها أفضل مني حتى أحفادها أصدق وأطهر مني نعم إنها أمي ... في شدتي ووقت ضعفي تخلت عني ثم عادت لتعايرني وبكل الإتهامات لا زالت تتهمني وأكنني شيطان رجيم وفي صلاتها قد تكون لعنتني فهده هي أمي ... كنت رهن إشارتها في كل ما أمرتني تكلم أتكلم إصمت أصمت ولكن للأسف لم يجدي كلامي ولم يرحمني صمتي اه على قلبي فهي أمي ...

في عيد ميلادك سلام عليك يا امي فكل يوم انتي فيه تتنفسين هو صبحي الجميل الذي يحمل في طياته كل معاني الحياة كيف لا وأنتي مفتاحي الذهبي للجنة ولكن...كفى يا أمي لقد جلدتيني مرارا وسلختي عن عظامي لحمي كويتي بكلماتك رجولتي وكرامتي وجففتي في عروقي دمي لدرجة أنني فقدت نفسي ...كفى يا أمي كي تنالي بري وهذا لست شرطي بل رجائي إفتحي لي الأبواب ...فلماذا يا أمي تغلقي على نفسك باب حبي وتغلقي علي باب برك ...لماذا جعلتني مكسورا مهزوزا ورفعتي راية الظالمين ولم تنصفيني ولا تعطيني حقي لماذا جعلتيني بين الأقوام مطئطئا رأسي ...سامحك الله يا أمي فقط لأنك أمي ولأنك تستحقي.
 
 
ملاحظة : المقال من نسج الخيال فهو يعبر عن بر إبن لأمه برغم قسوتها
 
الكاتب الفلسطيني د. يوسف البردويل
 
 
 
 

...