بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان يستعرض جرائم نظام بشار الأسد ويوصي بإنجاح المرحلة الانتقالية

بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان يستعرض جرائم نظام بشار الأسد ويوصي بإنجاح المرحلة الانتقالية بشار الأسد
أصدرت الشّبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق الثورة السورية في مارس 2011 بعنوان “الشعب السوري ماضٍ نحو تحقيق تطلعاته”، مشيرة إلى أنَّ ما لا يقل عن 234,145 مدنياً قتلوا، و177,021 شخصاً لا يزالون قيد الاختفاء القسري، إضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية منذ مارس 2011، مؤكدة أنَّ هذه الذكرى تأتي في ظل حدث تاريخي فارق تمثل في سقوط نظام بشار الأسد في 8 دجنبر 2024، ودخول سوريا مرحلة انتقالية طال انتظارها.
 
وأشار البيان إلى أنَّ هذا التحول جاء تتويجاً لنضال طويلٍ وشاق، خاضه السوريون لأكثر من عقد من الزمن، تكبّدوا خلاله خسائر إنسانية واقتصادية هائلة، وقدموا تضحياتٍ جسيمة من أجل الحرية والكرامة والعدالة، تجسّدت في مئات الآلاف من الشهداء والمختفين قسرياً والمفقودين، وملايين النازحين واللاجئين، في حين تحولت مناطق بأكملها إلى أنقاض، فضلاً عن الدمار شبه الكامل للبنية التحتية في معظم أنحاء البلاد.
 
وأوضح البيان أنَّ المرحلة الانتقالية يواجه السوريون فيها تحدياتٍ جسيمة، إلا أنَّها مصحوبة بفرصٍ غير مسبوقة لتحقيق تطلعاتهم الوطنية. فالمسار نحو إعادة بناء الدولة يتطلب تأسيس مؤسسات حكمٍ قائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات، والسعي الحثيث لتحقيق العدالة الانتقالية التي تضمن محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وإنصاف الضحايا، بهدف تعزيز المصالحة الوطنية. كما تفرض هذه المرحلة وضع خطط مستدامة لإعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد، بهدف إيجاد بيئة اقتصادية صحية ومستدامة توفر فرص العمل وتتصدى للفساد. 
 
استعرض البيان حصيلة مؤلمة لأبرز الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب السوري منذ مارس 2011 حتى مارس 2025.
 
القتل خارج نطاق القانون
وثّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان منذ مارس 2011 حتى مارس 2025 مقتل 234,145 مدنياً، بينهم:
* 202,012 مدنياً قتلوا على يد قوات نظام بشار الأسد.
* 32,133 مدنياً قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة الأخرى.
 
ضحايا القتل من الأطفال والنساء:
30,498 طفلاً قتلوا في سوريا خ
30,498 طفلاً قتلوا في سوريا خلال النزاع، بينهم:
23,132 طفلاً قتلوا على يد قوات نظام الأسد.
7,366 طفلاً قتلوا على يد أطراف النزاع الأخرى.
16,659 سيدة (أنثى بالغة) قُتلن منذ مارس 2011 حتى مارس 2025، بينهم:
12,037 سيدة قُتلن على يد قوات نظام الأسد.
4,622 سيدة قُتلن على يد أطراف النزاع الأخرى.
 
ضحايا الطواقم الطبية:
921 من الطواقم الطبية قُتلوا، بينهم 662 على يد قوات نظام الأسد.
259 قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة الأخرى.

ضحايا الطواقم الإعلامية:
724 فرداً من الطواقم الإعلامية قتلوا، بينهم 559 قُتلوا على يد قوات نظام بشار الأسد.
165 قُتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة الأخرى.
 
الاختفاء القسري والتعذيب:
ارتفعت حصيلة الاختفاء القسري بشكل كبير بعد سقوط نظام الأسد، حيث تم توثيق 177,021 شخصاً مختفياً قسرياً منذ 2011، بينهم:
160,123 شخصاً اختفوا على يد قوات نظام الأسد، بينهم 3,736 طفلاً و8,014 سيدة.
16,898 حالة اختفاء قسري على يد أطراف النزاع الأخرى.
 
وأشار البيان أنَّ حصيلة الاختفاء القسري شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 دجنبر 2025، نتيجة تسجيل آلاف الحالات الجديدة التي ظهرت بعد الإفراج عن محتجزين سابقين قدّموا معلوماتٍ حول مختفين آخرين، إضافةً إلى استمرار عمليات التوثيق الدقيقة للمعتقلين والمفقودين في مراكز الاحتجاز. كما أدى فتح العديد من مراكز الاعتقال السرية وكشف جزء من السجلات الرسمية إلى زيادة هذه الحصيلة، في ظل استمرار توثيق حالاتٍ إضافية لم يكن من الممكن سابقاً التأكد منها.
 
الضحايا بسبب التعذيب:
مقتل 45,332 شخصاً تحت التعذيب، بينهم 225 طفلاً و116 سيدة.
45,031 منهم قتلوا على يد قوات نظام الأسد.
301 قتلوا على يد أطراف النزاع الأخرى.
وأكدت الشَّبكة أنَّ ضحايا التعذيب يبقون في عداد المختفين قسرياً طالما لم تُسلَّم جثامينهم لعائلاتهم، حيث يتم تحديدهم كضحايا للتعذيب بناءً على شهادات ناجين، ووثائق أمنية مسرّبة، وإفادات العائلات.
 
الاعتداءات على المراكز الحيوية والأعيان المدنية:
استهدفت قوات نظام الأسد وحلفاؤها، إضافة إلى أطراف النزاع الأخرى، مئات المنشآت المدنية، مما تسبب في أزمات إنسانية حادة ونزوح جماعي للسكان. وقد بلغت ما لا يقل عن 4,091 حادثة اعتداء على منشآت مدنية حيوية بارزة توزعت كالتالي:
913 حادثة استهداف لمنشآت طبية، بينها مستشفيات ومراكز صحية وصيدليات.
1,475 حادثة استهداف لأماكن عبادة، شملت مساجد وكنائس.
1,703 حادثة استهداف لمدارس ومرافق تعليمية، ما أدى إلى حرمان آلاف الأطفال من حقهم في التعليم.
 
استخدام الأسلحة المحظورة دولياً والعشوائية:
استخدمت قوات نظام بشار الأسد وحلفاؤها أنواعاً متعددة من الأسلحة المحرمة دولياً، ما تسبب في قتل وإصابة آلاف المدنيين، وإلحاق دمار واسع بالبنية التحتية.
182 هجوماً بالأسلحة الحارقة، منها 52 على يد نظام الأسد، و125 على يد القوات الروسية، و5 هجمات على يد قوات التحالف الدولي.
499 هجوماً بذخائر عنقودية، منها 254 نفذها نظام الأسد.
81,954 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران السوري منذ 2012، ما أدى إلى مقتل 11,092 مدنياً، بينهم 1,821 طفلاً و1,782 سيدة.
 
التشريد القسري لأكثر من نصف السكان:
تسببت الانتهاكات المستمرة منذ 2011 في تشريد أكثر من 13.4 مليون سوري، موزعين بين:
6.7 مليون نازح داخلياً، بعضهم نزح أكثر من مرة.
6.7 مليون لاجئ خارج البلاد، تتحمل دول الجوار العبء الأكبر من استضافتهم.
 
الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية:
3,631 مدنياً قتلوا بسبب انفجار الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية، بينهم 949 طفلاً و356 سيدة.
10,856مدنياً أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة انفجار الألغام.
 
وأوصى البيان بمجموعة من الخطوات العملية التي لابد من اتخاذها في ظل المرحلة الانتقالية لضمان نجاحها وتحقيق استقرار مستدام من بينها:
1. تعزيز عمل الحكومة الانتقالية وتمكينها سياسياً واقتصادياً.
2. تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
3. التطبيق الفعّال للإعلان الدستوري والتمهيد لدستور دائم.
4. إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية لتحقيق سيادة القانون.
5. تعزيز المصالحة الوطنية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي
6. خطة اقتصادية شاملة لدعم التنمية ومحاربة الفساد.
7. دعم عودة المهجرين وتأمين بيئة آمنة لهم.
8. تعزيز الأمن والاستقرار وبناء جيش وطني وقوات أمنية مهنية.
9. تعزيز العلاقات الدولية والإقليمية لدعم المرحلة الانتقالية.
10. إشراك المجتمع المدني والشباب والنساء في عملية إعادة البناء.