خالد أخازي: الوطنية.. مواقف لا شعارات..

خالد أخازي: الوطنية.. مواقف لا شعارات.. خالد أخازي
ليس ضرورياً أن ترفع صوتك لتقول إنك وطني، ولا أن تكرر في كل مناسبة أنك ملكي، ولا أن تردد في كل مقام أنك وحدوي. ..
فالوطنية ليست ظاهرة لغوية...
والخطاب قد يخفي الحقيقة... ولكنه يمارس للغنيمة أو التقية  ..
لا أثق في ظاهرة الولاء اللغوية.. 
فقد أتبث لنا التاريخ أنها كانت حصان طروادة لكثير من الفاسدين..
 والولاء ليس ادعاءً، والوحدوية ليست شعاراً يُرفع عند الحاجة. الوطنية فعلٌ يومي، والولاء موقفٌ صادق، والوحدوية التزامٌ لا يتجزأ.
كما أن بعض الأبناء لا يجيدون التعبير عن حبهم لأمهاتهم بالكلمات، لكنهم يترجمونه في رعايتهم وحرصهم، وكما أن بعض الأزواج لا يقدمون الهدايا ولا يحيون المناسبات، لكن حبهم يظهر في غيرتهم وانتفاضهم لكبرياء شريكاتهم، فإن الوطنية والولاء لا يحتاجان إلى ضجيج، بل إلى مواقف صلبة، وخيارات مسؤولة.
أن تكون وطنياً، يعني أن ترفض الفساد، لأن الوطنية والفساد لا يلتقيان. أن تكون وطنياً، يعني أن تحارب اليأس، لأن الأوطان تبنى بالأمل والعمل، لا بالبكائيات والخيبات. الوطنية ليست قصيدة ولا أغنية ولا خطبة حماسية، بل هي صدق في المسؤولية، ونزاهة في الأداء، وإخلاص في العطاء.
أما الولاء للملكية، فلا يُختزل في شعارٍ أو جمعيةٍ أو منصة، لأن الملكية في المغرب ليست بحاجة إلى دفاع زائف، فهي محصنة بشرعيتها التاريخية والدستورية والدينية، ومتجذرة في وجدان الأمة. الولاء الحقيقي للملكية يُترجم بالوفاء، لأن الملكية والخذلان لا يجتمعان، ويُجسد في حماية الاستقرار، واحترام المؤسسات، وصيانة القيم التي تحفظ كيان الدولة.
والوحدوية ليست شعاراً مؤقتاً، بل هي نضالٌ مستمر، حتى مع الداخل الأرعن الذي يعبث بثوابت الوطن. فهي موقفٌ لا يقبل التجزئة، والتزامٌ لا يخضع للمساومة. أن تكون وحدوياً، يعني أن ترفض المزايدة على الوطن، وألّا تمنح مظلتك لمن ينكر دم الشهداء، وألّا تفتح شرفةً للمغامرين بمصير الأمة.
لذلك، دعونا نرى الوطنية في الميدان، لا في الخطابات. دعونا نلمس الولاء في العمل، لا في الاستعراضات. دعونا نشهد الوحدوية في الثبات على المواقف، لا في الشعارات الجوفاء.
فالوطن قبل الخبر، الوطن قبل الزعامة، الوطن قبل الإثارة، الوطن قبل الغنيمة.