وقال وزير الداخلية بانشيه توشكوفسكي، على هامش تفقده موقع الحريق "بحسب المعطيات المتوافرة الى الآن، لقي 59 شخصا حتفهم وتم التعرف على هوية 35 منهم".
وتم نقل 155 مصابا إلى مستشفيات في كوتشاني وبلدة ستيب وإلى مراكز طبية في العاصمة سكوبيي، لتلقي العلاج.
وأشار الوزير إلى إصدار مذكرات توقيف بحق أربعة أشخاص بسبب الحريق. وأعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق وتعيين خمسة مدعين عامين وتوقيف شخص.
واندلع الحريق في ملهى "بالس" في بلدة كوتشاني بشرق مقدونيا الشمالية، حيث كان المئات يحضرون أمسية لـ"دي إن كيه"، وهي فرقة لموسيقى "هيب هوب" تحظى بشعبية كبيرة في البلاد.
حاولت فرق الإنقاذ إنعاش المصابين في المكان.
وقالت شابة حضرت الحفل لوسائل الإعلام المحلية امام مستشفى في سكوبيي "لقد وصل رجال الإطفاء وسيارات الإسعاف في الوقت المناسب، لكن ذلك لم يكن كافيا".
وأوضحت "إني أنتظر صديقا هنا، لقد أصيب بحروق في يده. في البداية، لم نكن ندرك أن حريقا اندلع، ولكن بعد ذلك عمت حالة من الذعر الشديد بين الحاضرين وجرى تدافع للخروج من الملهى".
واشارت كريستينا سيرافيموفسكا، مديرة مستشفى كوتشاني، لوسائل إعلام محلية إلى أن الجثامين التي وصلت إلى المستشفى تظهر أن الضحايا تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاما.
وأضافت أن من بين المصابين "70 وصلوا مصابين بحروق وتسمم بأول أكسيد الكربون".
وأصيب فلاديمير بلازيف، وهو من أعضاء الفرقة، بحروق في الوجه وكان موصولا بأجهزة الإنعاش صباح الأحد، وفق ما ذكرت شقيقته لوسائل إعلام محلية.
ورجح وزير الداخلية أن يكون سبب الحريق عائدا لألعاب نارية "تستخدم لإعطاء مؤثرات ضوئية في الحفل".
وأوضح "عند تشغيل ما تسمى بالمرشات، احتكت الشرارات بالسقف المصنوع من مواد سهلة الاشتعال، وبعد وقت وجيز للغاية امتدت النيران في كامل الملهى الليلي، وتسببت بطبقة دخان كثيفة".
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، وتم التقاطها داخل الملهى قبل اندلاع الحريق، استخدام نفاثات على المسرح، وهي نوع من الألعاب النارية التي تستخدم أثناء الحفلات المقامة في أماكن مغلقة.
وبدأ الحفل قرابة منتصف الليل وكان معظم الحاضرين من الشباب، بحسب تقارير صحافية محلية. واندلع الحريق قرابة الثالثة فجرا.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى ألسنة لهب ضخمة تخرج من أحد المباني، وسيارات الانقاذ أمام مدخل مبنى الملهى الليلي وقد أصبح أسود اللون جراء النيران.
وكتب رئيس الوزراء خريستيان ميكوسكي على فيسبوك "إنه يوم صعب وحزين جدا لمقدونيا. إن فقدان هذا العدد الكبير من الشباب أمر لا يعو ض، وآلام العائلات والأقارب والأصدقاء لا يمكن قياسها".
وأضاف "في هذه الأوقات الحزينة، نتقدم بأحر التعازي لمن فقدوا أحباءهم. أتمنى الشفاء العاجل للمصابين والتحلي بالقوة لعائلات الضحايا لمساعدتهم على تحمل هذه الخسارة الفادحة. سيبذل الشعب والحكومة كل ما في وسعهما لتخفيف آلامهم ومساعدتهم في هذه الأوقات العصيبة".
ووصف رئيس الوزراء البلغاري روسن جيليازكوف الحريق على فيسبوك بأنه "مأساة إنسانية هائلة" وعرض مساعدة بلاده من أجل نقل ومعالجة المصابين في مشافي صوفيا وفارنا.
وأضاف "لقد أمرت بالاستعداد التام لاستقبالهم وتمت تعبئة القوات الجوية البلغارية".
كما عرض رئيس الوزراء الألباني إيدي راما المساعدة وقال إن بلاده "يمكنها تقديم أي مساعدة قد تكون ضرورية".
واعرب رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس على "إكس" عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة "في هذه الأوقات الصعبة".
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس على "إكس" إنها "تشعر بحزن بالغ بسبب الحريق المأسوي الذي أودى بحياة عدد كبير من الشباب في كوتشاني. (...) إن الاتحاد الأوروبي يشارك شعب مقدونيا الشمالية الحزن والألم".