دور المرأة المغربية في الدروس الحسنية
كمستمعات: منذ بدايات الدروس الحسنية، كانت هناك مشاركة للنساء كجزء من الجمهور، سواءً في القاعات المخصصة أو عبر وسائل الإعلام. ومع مرور الوقت، تطور هذا الحضور ليصبح أكثر شمولية وتمكينًا.
كمحاضرات: في عهد جلالة الملك محمد السادس، بدأت النساء العالمات في المشاركة كمتحدثات في الدروس الحسنية؛ بحيث باتت تُلقي محاضرات ضمن هذا التقليد، مما يعكس الاعتراف بمكانتها كعالمة وفقيهة قادرة على الإسهام في النقاشات الفكرية والدينية، ومن أبرز النساء اللواتي شاركن في الدروس الحسنية عالمات مغربيات قدّمن مواضيع متنوعة تتعلق بالفقه، الأخلاق، وقضايا الأسرة والمجتمع، ومن بين العالمات المشاركات في هذه الدروس الدكتورة رجاء ناجي المكاوي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، حيث ألقت سنة 2004، درسا حسنيا بعنوان “الاجتهاد في المسألة النسائية”، وبعدها فريدة زمرد الأستاذة بدار الحديث الحسنية، حيث قامت كذلك بإلقاء درس سنة 2005 حول “المرأة في القرآن بين الطبيعة والوظيفة”. كما ألقت الدكتورة السعدية بلمير في رمضان 2006، درسا بعنوان “حركة التقريب بين المذاهب: منطلقاتها وآفاقها المستقبلية”، تلتها الكتورة زينب العدوي التي قدمت سنة 2007 درسا بعنوان “حماية المال العام في الإسلام”، ثم الدكتورة سعيدة أملاح، التي ألقت درسا سنة 2008 بعنوان “عناية المغاربة بلغة القرآن الكريم”. وفي سنة 2009، ألقت الدكتوره عالية ماء العينين، الأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط، في حضرة جلالة الملك حفظه الله درسا بعنوان “مكانة الأم في الإسلام ودورها في نقل وترسيخ قيم المواطنة”، تلتها الدكتورة سعاد رحائم، أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، التي ألقت سنة 2010 درسا بعنوان «أشراط الساعة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف». كما ألقت سنة 2018، الدكتورة صفية عبد الرحيم الطيب محمد، الوزيرة السابقة والأستاذة في جامعة أم درمان، درسا حسنيا بعنوان “ثوابت الهوية الإسلامية في إفريقيا وتحديات المحافظة عليها”. ويعتبر اشراك المرأة في المجال الديني، دليلا على ترسيخ دورها في المجتمع واعترافا بكفاءتها ومجهوداتها العلمية والأكاديمية.
تعزيز حضور المرأة العالمة
إصلاح الحقل الديني في المغرب الذي انطلق في أوائل القرن الواحد والعشرين، خصوصًا مع تأسيس "رابطة علماء المغرب" ودور المرشدات الدينيات، ساهم في تعزيز مكانة المرأة في المجال الديني، ما انعكس على مشاركتها في الدروس الحسنية.
المواضيع المرتبطة بالمرأة
- في الدروس الحسنية، تُطرح أحيانًا مواضيع متعلقة بقضايا المرأة والأسرة، مثل: حقوق المرأة في الإسلام، المساواة في إطار الشريعة، دور المرأة في بناء المجتمع، والتربية الروحية.
- مشاركة النساء في النقاش حول هذه المواضيع يعزز وعي المجتمع بدورهن الحيوي.
الأثر الطيب التمكين: مشاركة المرأة المغربية في الدروس الحسنية تُبرز مكانتها كفاعل ديني وفكري.
النموذج: المرأة المغربية أصبحت نموذجًا يُحتذى به في العالم الإسلامي، حيث تجمع بين الأصالة والمعاصرة في رؤيتها الدينية. توازن الأدوار: الحضور النسائي يرسّخ رؤية شمولية تركز على المساواة في المجال الديني.
ختاما، الدروس الحسنية الرمضانية ليست فقط منصة لإحياء العلوم الدينية، بل أضحت مجالًا لإبراز كفاءة النساء المغربيات في المجال الديني والثقافي، مما يعكس روح الانفتاح والتجديد التي تميز المملكة المغربية الشريفة.
الصادق العثماني - أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية