بروكسيل.. حفل إفطار تحت شعار المشاطرة والعيش المشترك

بروكسيل.. حفل إفطار تحت شعار المشاطرة والعيش المشترك أبرز وزير الداخلية البلجيكي أهمية الشهر الفضيل بالنسبة للجالية المغربية المقيمة في بلجيكا
نظمت سفارة المغرب في بلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، بشراكة مع المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ببروكسيل، يوم الخميس 13 مارس 2025 إفطارا تحت شعار المشاطرة والعيش المشترك والحوار بين الثقافات.


وتميز هذا اللقاء، الذي أقيم وفقا للتقاليد المغربية الأصيلة، بحضور وزير الداخلية البلجيكي، برنارد كوينتين، والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، سعيد شبار، والأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، إلى جانب عدد من الشخصيات البلجيكية من عوالم السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع المدني، بالإضافة إلى أفراد من الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا.


وأكد سفير المغرب لدى بلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، أن شهر رمضان، إلى جانب بعده الروحي، يشكل شهرا للتآخي والتراحم والتضامن والمشاطرة، كما أنه فرصة لشرح قيم الإسلام، هذه الديانة القائمة على السلام والوئام والعيش المشترك.
وأضاف أن "المغرب، على امتداد تاريخه، تبنى نموذجا دينيا يقوم على الاعتدال والسلام والتوازن، وهو نموذج يضمن الانسجام بين النصوص الدينية والسياق الثقافي والاجتماعي، ويعكس نموذجا حضاريا متفردا للتعايش والتفاعل بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى".
كما شدد عامر على "الهوية الروحية للمغرب، التي تستند إلى إسلام يربط بين النص والسياق والعقل، ويؤكد على البعد الروحي الذي لا يحصر الإسلام في منظومة جامدة ومجردة من سياقها".
وأوضح الدبلوماسي المغربي أن هذه الخصوصية المغربية تشكلت عبر الزمن، وهي "ثمرة لعناصر مترابطة، أبرزها الهوية المتعددة للمجتمع المغربي والدور الأساسي لمؤسسة إمارة المؤمنين، التي كانت دائما عاملا للوحدة والتماسك، وضامنة لحرية المعتقد، ومكرسة للحوار بين الأديان".
من جانبه، أبرز وزير الداخلية البلجيكي، برنارد كوينتين، أهمية الشهر الفضيل بالنسبة للجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، مشيرا إلى "الروابط العميقة التي تجمع بين المغرب وبلجيكا، البلدين الشقيقين".
وقال كوينتين: "روابطنا الإنسانية متجذرة، كما يتجلى ذلك من خلال الجالية المغربية ببلجيكا، التي تثري المجتمع البلجيكي بتنوعها وانصهارها الثقافي"، مضيفا أن "في عالم منقسم، تبقى الأخوة أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وتابع قائلا: "هذا الإفطار، وهو طقس يتسم بالامتنان والمشاركة، هو لحظة توضح أهمية المجتمع"، مشيرا إلى أن "اجتماعنا هنا، رغم اختلاف معتقداتنا وقناعاتنا، يجسد جوهر الإنسانية، لأن العطاء والتقاسم والتواجد معا هو أساس إنسانيتنا".
من جهته، شدد رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، مصطفى الشنضيض، على أهمية العيش المشترك والتسامح، باعتبارهما قيما أساسية ينبغي تعزيزها أكثر من أي وقت مضى.
وقال: "هذا الإفطار هو تجسيد مثالي لأهمية الحوار والتبادل بين مختلف الديانات والثقافات"، مشيرا إلى أن التنوع وقبول الآخر يساهمان في نشر قيم السلام.