تحت شعار "الحماية الاجتماعية: مفتاح الإنتاجية والربحية الاقتصادية في المغرب"، نظمت مبادرة "الاستثمار من أجل التشغيل" (IFE) بالشراكة مع بنك التنمية الألماني (KFW) المؤتمر الوطني حول الحماية الاجتماعية، الذي انعقد يوم 13 مارس 2025 بفندق راديسون بلو بالدار البيضاء.
جمع المؤتمر، الذي حضره مديرين تنفيذيين ومستثمرين وفاعلين في القطاعين العام والخاص، خبراء وممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية لبحث سبل تعزيز الحماية الاجتماعية كرافعة لتحسين الإنتاجية والربحية في الشركات المغربية.
وأكد المشاركون أن الحماية الاجتماعية ليست مجرد التزام قانوني أو تكلفة إضافية، بل هي استثمار استراتيجي يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة.
في كلمته الافتتاحية، طرح رولاند شتاينمان، المسؤول عن شؤون الحماية الاجتماعية في مبادرة "IFE"، سؤالًا محوريًا: "هل الحماية الاجتماعية استثمار مربح أم مجرد تكلفة يجب تحملها؟" وأجمع المشاركون على أن العوائد الإيجابية للشركات لا يمكن إنكارها. وأوضح شتاينمان: "عندما نعتبر الموظفين جزءًا من العائلة ونوفر لهم حماية اجتماعية شاملة، يصبحون أكثر إنتاجية وولاءً، مما ينعكس إيجابًا على أداء الشركة."
وقد كشفت دراسات قدمت خلال المؤتمر أن الشركات التي تستثمر في الحماية الاجتماعية تحقق في المتوسط عائدًا يصل إلى ضعف الاستثمار الأولي، وذلك بفضل زيادة الإنتاجية وتحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين. كما تم تسليط الضوء على أمثلة ملموسة، مثل التأمين الصحي التكميلي، الذي يخفف العبء المالي عن الموظفين ويساهم في تحسين صحتهم وبالتالي أدائهم الوظيفي.
خلال المؤتمر، قدم هشام شاهر، مدير IFE في المغرب، تفاصيل الدعوة الثالثة لتقديم المشاريع التي أطلقتها المبادرة. وأوضح شاهر أن هذه الدعوة تتميز بمنهجية متكاملة تهدف إلى دعم مشاريع تجمع بين خلق فرص العمل وتعزيز الحماية الاجتماعية.
وقال شاهر: "نقدم تمويلًا مشتركًا لإجراءات ملموسة، مثل التأمين الصحي التكميلي، وأنظمة التقاعد التكميلية، أو حتى إنشاء دور حضانة ومراكز صحية داخل الشركات." وتتراوح المنح المقدمة بين 650 ألف يورو و10 ملايين يورو لكل مشروع، بهدف دعم مبادرات ناضجة تحتاج فقط إلى التمويل لترى النور.
وأضاف شاهر أن هذه الدعوة تندرج في إطار برنامج "Invest4Jobs"، الذي أطلقته بنك التنمية الألماني (KFW) نيابة عن وزارة التعاون الألماني، بهدف دعم مشاريع استثمارية تساهم في خلق فرص عمل مستدامة وتعزيز الحماية الاجتماعية".
وقد شكلت الندوة أيضًا منصة لتبادل الخبرات وعرض أفضل الممارسات في مجال تعزيز الحماية الاجتماعية. وقدمت عدة شركات شهادات حول تجاربها الناجحة في تطبيق آليات حماية اجتماعية متقدمة، مثل إنشاء دور حضانة داخلية وبرامج لإعادة تأهيل أماكن العمل لتكون مناسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أظهرت هذه المبادرات تحسنًا ملحوظًا في ظروف العمل، مما انعكس إيجابًا على إنتاجية الموظفين وتنمية الشركة.
جانب من اللقاء