طالب المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال، بتحرك عالمي فوري لضمان عودة آمنة للأطفال ضحايا النزاعات إلى أوطانهم للإصدار الفوري، في نداء أطلقه المركز في جنيف، يوم الخميس 13 مارس 2025.
وشدد المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال ( مقره بمدينة الداخلة)، في نداء له، توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه، على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأطفال المحتجزين لدى الجماعات المسلحة غير الحكومية في جميع أنحاء العالم. هؤلاء الأطفال، المختطفون من عائلاتهم، المنكوبون بالحروب، المسلوبون من براءتهم ليسوا جنودا في كولومبيا، هايتي فنزويلا، شمال نيجيريا، منطقة الساحل، جمهورية الكونغو الديمقراطية ، مخيمات تندوف في الجزائر، الفلبين، وميانمار، لا يزال آلاف الأطفال عالقين في دوامة الاستغلال والعنف والإنضمام للمجموعات الإرهابية.
لقد سلبت طفولتهم وحرموا من أبسط حقوقهم الأساسية: الحرية، والأمان، والكرامة وحث المركز على التآزر مع المنظمات الدولية المشتغلة في الميدان، الجهات المسؤولة عن هذه المخيمات والجماعات المسلحة على الاعتراف بمسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية وإعادة هؤلاء الأطفال إلى عائلاتهم، وإلى أوطانهم.
المجتمع الدولي سيصبح أمام مسؤولية لدعم كافة الجهود لضمان عودتهم الآمنة وإعادة دمجهم بكرامة وعدالة ورعاية أوطانهم. وهي لحظة حاسمة حان وقت التحرك الآن من أجل كل طفل لا يزال محتجزا من أجل كل عائلة دمرت من أجل كل مستقبل مهدد بالضياع والانغماس في المجموعات الإرهابية، إذ يجب علينا أن نتحرك بحزم الصمت تواطؤ التأخير تدمير جريمة ضد الإنسانية الحقيقة الصادمة".
وبلغة الأرقام، كشف المركز، الذي يرأسه عبد القادر الفيلالي، أنّ أكثر من 480 طفلا مليون يعيشون في مناطق الصراع، وحوالي 250.000 إلى 500.000 طفل يشاركون في النزاعات المسلحة على مستوى العالم. ويعتقد أن حوالي 300.000 من هؤلاء الأطفال يشاركون بشكل نشط في القتال، ومن بين هؤلاء الـ 300.000 هناك أكثر من 120.000 مجندون داخل إفريقيا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تجنيد 3.379 طفلا في عام 2022 وحده، أما الآن فالعدد تجاوز ستة آلاف طفل.
وأضاف المركز أن منطقة الساحل شهدت ارتفاعا مقلقا في تجنيد الأطفال، حيث تستهدف الجماعات المتطرفة أطفالا لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات في كولومبيا، رغم اتفاقيات السلام، لا تزال الفصائل المسلحة تجند الأطفال بمعدلات غير مسبوقة. ومخيمات المحتجزين في تندوف في الجنوب الغربي للجزائر تحولت إلى بؤرة لتجنيد الأطفال قسرا من قبل ميليشيا البوليساريو، حيث يتم تجنيدهم وتدريبهم منذ عام 1982 على الحرب، وتلقينهم العقيدة الإرهابية، وهو ما حدا بالمركز الدولي للأبحاث والمنظمات الدولية للمطالبة بتحرك فوري من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأطفال المحتجزين لدى الجماعات المسلحة".
وجرى "إطلاق برامج عاجلة لإعادة إدماج الأطفال، توفر لهم الدعم النفسي والطبي والاجتماعي لمساعدتهم على التعافي وإعادة بناء حياتهم. كما تم تسهيل عودة وادماج هؤلاء الأطفال لأوطانهم ضمن جدول زمني ترعاه المنظمات الدولية المشتغلة في الميدان".
ونبه المركز إلى أن ما يحصل مسؤولية عالمية، فلا يجب أن نخونهم، لأن تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة هو جريمة حرب. ومع ذلك، ما يزال الجناة يفلتون من العقاب. بل يتجولون ويأتون حتى تحت قبة حقوق الإنسان هذه العالم لا يمكنه أن يغض الطرف. يجب على الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني أن يتحدوا لوقف هذه الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، لأن منع تجنيد الأطفال: معركة لا يمكننا تحمل خسارتها".